أوضح مصدر في أمانة العاصمة المقدسة أن الأرقام المكتوبة على اللوحات في المشاعر المقدسة وبعض الأحياء المكية لم توجد لإعجاز المعتمرين أو العابرين، بل هي من أجل الخطط الإسعافية التي من شأنها اختصار الأوقات في إنقاذ المعتمرين والحجاج لا سيما أن بعض الطرق في مكة تتشابك مع طرق المشاعر المقدسة، وهو أمر مبني على دراسات ممنهجة تعنى بالتخطيط المدني.

لوحات مطلسمة

معادلة غير قابلة للحل تحويها اللوحات المطلسمة التي تدير دفة المشهد في المشاعر المقدسة، الأمر الذي يدفع بالسؤال، من وضع الأرقام ومن الجهة المسؤولة عن رسم الشفرات في المشاعر المقدسة؟ سين وصاد وكاف وعين وسلسلة متواصلة هي بمثابة التورية في المعادلات الرياضية التي أرهقت العابرين والمارة، وتحتاج إلى استدراك أكبر وشروح جانبية حتى تسهل على العابرين الانتقال من الطرق الإشعاعية إلى الفرعية وهكذا، الترميزات الموجودة في اللوحات والإشارات والرموز مصممة للحفاظ على النظام في شوارعنا، الأمر الذي يتطلب مهارات فك رموز حقيقية. هناك دول تسرد الأشكال والألوان والأحجام المطلوبة للعلامات، وتحدد ماهية الحروف التي يمكن رسمها على الطرق وأهمية ونجاعة استخداماتها، وهناك نقاشات حول العالم للتأكد من أنها مفهومة، فعلى سبيل المثال، المسؤولون في المدينة الآن يناقشون ما إذا كانت ترسم أسهم الاتجاهات التقليدية أو الأسهم التي تحدد الاتجاهات والمدارات والتقاطعات، في حين أن دور المهندسين يكمن في مراقبة أنماط حركة المرور وسلوك السائق في إحدى المناطق قبل اتخاذ قرار لإضافة علامات أو رموز، وهنا دور التخطيط والعمليات في دائرة الخدمة العامة، ما يجعل الأمر يبدو وكأنه حل سهل لا يتسبب في المزيد من المشاكل.

خالد الغامدي- خبير مدني

فيثاغورسيات

النظرية الفيثاغورسية التي تؤمن بأن كل شيء يرتبط بالرياضيات، جسدتها مشارف منى وعرفة على وجه التحديد، وبانت أبعادها وحلقاتها في لوحات لم تتعد مقاساتها 40 في 30 سم، لتحسب مبرهنة نظرية فيثاغورس في الرياضيات والتي تربط بالحسابات الدقيقة في المعادلات الرياضية الصعبة والمعقدة والتي تساعد على تنظيم وتخطيط المدن في جميع دول العالم. اللعبة المعادلاتية الموجودة في المشاعر ليست غريبة الأطوار والمسالك، ولا تحتاج إلى درجات عالية من الذكاء، بل تحتاج أيضا إلى ذاكرة أوسع لتحفظ سير التقاطعات وتساعد المخططين والهندسين على رسم الخطط الأمنية والخدماتية بشكل أسهل وبمبدأ مدني استثنائي. افتكاك الرموز والوقوف عليها أمر مستحيل، ويخدم فقط الجهات الحكومية ويساعد الدليل التعريفي للأماكن، حيث يصف معتمرون المشهد بأنه انتصار للرياضيين الذين استطاعوا فك تلك الرموز ووصفوها باللغة السهلة، التي تساعد جموع الرياضيين على حل المخارج والمداخل في جميع مساحات منى وعرفات، ومن يستطيع قراءتها وحلها سيكون بإمكانه الوصول إلى الأماكن التي يريدها بمنتهى اليسر والسهولة.

فهد اليوسفي- مهندس مدني