انطلق قطار الشمال إلى المجمعة يستقله صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر، أمير الرياض المحبوب، وتشرفت بمعية سموه، يكفينا حين قال لنا سموه إن مشاركته في هذه الرحلة من الرياض للمجمعة عبر قطار الرياض للشمال أتت بتكليف مباشر من سيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، الأمر كله احتاج منا وقتا بسيطا حتى دخلنا فيه بشكل تقييمي مع سمو الأمير، ومعالي وزير النقل، ومعالي مدير المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، والمسؤولين بالمؤسسة، لأن هنالك مرحلة سبقت ذلك وهي تلك اللحظات التي أخذتنا إلى الماضي كيف كانوا يرحلون ويترحلون، كيف كنا وكيف أصبحنا، هذه الصحراء والمناطق الواسعة ها نحن اليوم نعبر غمامها داخل هذا الهيكل المعدني بكل أريحية ورفاهية ومتعة، نختصر الوقت والمال والجهد ونصل الوطن بعضه ببعض على أرض الواقع وليس مجرد رسم أو مشاعر. قطار الشمال حلم أخيرا تحقق بالعمل والمثابرة والإصرار، الفوائد الإيجابية كثيرة ومتنوعة بل وتفتح المجالات لمزيد من التطورات الاقتصادية والاجتماعية الأخرى، اليوم ننتقل إلى شمال المملكة من وسطها بتكلفة أقل وبسهولة أكثر، المصانع تبنى هنالك والبضائع تنقل من هنا، من الشمال للرياض سينتقل الشباب السعودي للعمل والاستثمار دون الحاجة إلى أن يفكر بهم التنقل والمواصلات والطائرات والسفر بالسيارات، الوطن على اتساع رقعته الجغرافية إلا أنه متجه نحو المدينة الواحدة التي تجمعنا وتوحدنا ونحقق فيها كل الآمال والطموحات. نعم كان للمتعة بالمناظر حظها في رحلتنا هذه، وكثيرا ما كنا نأخذ دقائق لنسرح فيها والبسمة لا تفارق محيانا، سمو الأمير فيصل بن بندر كان أكثر ما يوقظنا من لحظات صمتنا باستفساراته وأسئلته وملاحظاته، نحن كلنا جنود للوطن لكنه هو الآن مكلف من خادم الحرمين الشريفين بشكل مباشر وشخصي بهذه الرحلة، والمستشار مؤتمن وعليه أن يقول لسلمان الحزم بصدق وأمانة رأيه فيما عاشه خلال هذه الرحلة، لكنه حتى فيصل بن بندر كانت الرحلة تسرق منه بعض اللحظات فيسرح فيها عبر النوافذ مع حكايا وقصص الصحراء، من هنا مر جده المؤسس عبدالعزيز ورجاله، ومن هنالك كانوا يتجهون للتوحيد والتحرير، لعل على نفس مسار سكة القطار جلس عبدالعزيز المؤسس يوما ورجاله حوله ليخبرهم أنه سيأتي يوم ستمر من هنا أجيال قادمة فلنؤمن لهم مستقبلا آمنا مشرقا بإذن الله. إن ملف المواصلات والنقل بين مدن ومحافظات وإمارات المملكة أمر حيوي جدا لتنشيط الاقتصاد وتنشيط التواصل الاجتماعي أيضا والتسهيل على الناس، مع قطار الشمال فإن الفرصة للمستثمرين من الرياض ووسط المملكة بإقامة المصانع والأنشطة على طول امتداد طريق الشمال حتى تبوك والقريات والحدود الشمالية وحائل والجوف أمر أصبح سهلا، ويمكن مع القطار التنقل من وإلى بتكلفة أقل وسهولة أكثر. سلمان بن عبدالعزيز يعلم جيدا أن التطور مهما كان سهلا أو مقدورا عليه إلا أن البنى التحتية وأهمها المواصلات هي الأساس والشريان الحيوي لها، حفظ الله الوطن وولاة أمره وأدام علينا نعم الأمن والأمان، وشكرا لكل من ساهم بالقرار والتخطيط والتنفيذ لهذا المشروع الوطني الكبير، وألف مبارك لكم يا أبناء السعودية وأبناء الشمال هذا الإنجاز، ولا شك أن معالي وزير النقل ومعالي مدير عام المؤسسة وثقوا بتميز الشباب السعودي الذي يقابلك منذ أن تدخل المحطة ويرافقك في كل مراحل سفرك من شراء التذاكر إلى الخدمة داخل المحطة والقطار وقيادة القطار حتى وصولك سالما، فهنيئا لنا بشباب نفتخر بهم وبعطائهم، وشكرا لكل من أمن بقدراتهم ومنحهم الثقة والفرصة لخدمة دينهم ثم مليكهم ووطنهم وأهلهم على هذه البلاد الطاهرة.