صباح التغيير.. أيها المتغيرون!
الاثنين / 23 / محرم / 1438 هـ - 19:30 - الاثنين 24 أكتوبر 2016 19:30
كلمة التغيير من أحب الكلمات إلى قلبي.
دائما ما أربطها بالتجديد والتقدم والتطور والأفضل.
لكن المسألة تصبح حساسة قليلا للبعض عندما يرتبط التغير بالأشخاص أو الأفكار.
وهناك فرق بين التغيير، حيث يكون الفرد فاعلا، والتغير، حيث يكون التغير عملية غير طوعية في معظم الأحيان، نتيجة لعوامل عدة.
نصحني أحدهم بأن أحذر من التغير بعد قراءة كتاب معين، أو مناقشة شخص ما أو التعرض لفكرة جديدة.
والبعض يرى تغير وجهة نظرك تجاه مسألة ما حيدا عن الصواب.
يقول نيتشه «كما تموت الحية التي لا تستطيع تغيير جلدها، كذلك تموت العقول التي تمنع من تغيير رأيها».
من المفترض أن نتغير. فعندما تنهي قراءة كتاب ما لا تعود نفس الشخص الذي قرأته من قبل، حتى لو كان كتابا سيئا، فلديك الآن خبرة، ويكفيك أنك أضفت إلى مفهومك للكتب السيئة فتتجنبها.
كذلك مناقشة الأشخاص. يجب ألا ندع عنادنا المعرفي يمنعنا من أن نرحب بفكرة جديدة فقط لأنها لا تتفق مع إطارنا الفكري والمعرفي. اقرأ، فكر، حاور، ناقش وخذ ما يفيدك.
قابلت كثيرا ممن «تغير» مع مرور الوقت. وعاشرت أناسا وشاهدت عملية التغير تحدث أمامي.
قد لا أحب جميع جوانب التغير لكني بالتأكيد أحببت التطور الذي أحرزوه. التغير طبيعة الحياة.
فلا شيء يتم على حال. بالتغير خرج الإنسان من الكهف وبنى الكوخ والخيمة وبيت الطين وبنى ناطحات السحاب.
بالتغير نضج وانتقل من الطفولة إلى المراهقة إلى البلوغ.
بالتغير نمضي للأمام ونتعلم من أخطائنا.
البعض يرفض التغيير لمجرد الرفض بغض النظر عن كونه قد يكون للأفضل.
إن كل فكرة يتعرض لها المرء، كل كتاب، كل حوار يضيف إلى مخزون الشخص العلمي والثقافي.
التغير الإيجابي لا يقع بمجرد التعرض، بل نتيجة لتفكير وحوار داخلي يؤدي لذلك.
كون التغير للأسوأ أو للأفضل يعود للشخص نفسه، خلفيته الثقافية والتربية والبناء الأسري وغيره.
إذا قابلت شخصا بعد عدة سنوات ووجدته لم يحرك ساكنا فكريا فاعلم أن هناك خللا ما.
الشخص الصحي هو الذي يتقدم مع مرور الوقت، يتعلم من تجاربه، يكون آراءه ويحدد مواقفه وينمو على المستوى الشخصي قبل كل شيء.
ما سر الخوف من التغير؟ هو السبب نفسه الذي يجعل البعض يخاف من المستقبل، من المجهول، من غير المألوف.
غريزة البقاء لدى البشر تدفعهم ليخشوا اللامألوف. نخاف من الذي يصعب علينا توقعه ومما نجهله.
المألوف والمعتاد يعطيانا إحساسا بالأمان وبالقدرة على التحكم بزمام الأمور.
لكن علينا أن نترك مساحة للخوف أحيانا.. للمضي قدما.