البروتستانتية المسيحية في إثيوبيا تغيب المذاهب الأخرى
فرض الإمبراطور هيلا سـيلاسي الأول أو حيلي ثلاثي المذهب الأرثوذكسي على مسيحيي إثيوبيا الذين يمثلون الأغلبية، بالإضافة إلى المسلمين في ذلك الوقت، فقد فُوضت له الإمبراطورية عام 1930م، وكانت للكنيسة الأرثوذكسية هيمنة كبيرة
السبت / 18 / ربيع الثاني / 1436 هـ - 17:00 - السبت 7 فبراير 2015 17:00
فرض الإمبراطور هيلا سـيلاسي الأول أو حيلي ثلاثي المذهب الأرثوذكسي على مسيحيي إثيوبيا الذين يمثلون الأغلبية، بالإضافة إلى المسلمين في ذلك الوقت، فقد فُوضت له الإمبراطورية عام 1930م، وكانت للكنيسة الأرثوذكسية هيمنة كبيرة.
المنظمات الأجنبية والتبشير
ومع اندثار عهد الإمبراطور ونهاية الأنظمة العسكرية ظهرت المنظمات الغربية إبان فترة الجفاف التي ضربت البلاد في الفترة من 1984-1985م، وشهدت مناطق توقف الأمطار وهجرة المواطنين للسودان وخاصة من شمال إثيوبيا. وأدت هذه العوامل إلى انتشار المذهب البروتستانتي بشكل كبير في إثيوبيا، وعملت المنظمات الأجنبية على نشره على الرغم من أنه اعتبر غريبا عن المجتمع حتى بداية الثمانينات. يقول الصحفي بلاي حدقو «انتشر المذهب في عهد نظام الدرق بداية الثمانينات، وكان معتنقوه يمارسون طقوسهم الدينية في الخفاء نتيجة تعرضهم للمضايقات، إلى أن أصبح المذهب الأكثر انتشارا».
الدستور الإثيوبي والأديان
يعطي الدستور جميع أفراد المجتمع الحق في اعتناق أي دين. وفي مادة من مواده يقول «لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين»، وفي بند آخر «الحكومة لا دين لها»، وانتشر المذهب البروتستانتي في مناطق كانت تدين بالوثنية، خاصة مع انتشار نشاط المنظمات الغربية، وانتشر عملها وسط المتعلمين، فهنالك بعثات دراسية يتم تقديمها للطلاب، واستفادت بعض العوائل من ذلك، وأصبحت المنظمات تمارس التبشير في البلاد. يقول أحد المبشرين «الدستور يعطيني حق اعتناق أي عقيدة أو دين، ونشر ثقافتي، لهذا أحاول أن أنشر تعاليم مذهبي كيفما أشاء، وهذه نعمة كبيرة. قد لا تتوفر في أي مكان آخر».
الكنائس البروتستانتية
انتشرت الكنائس البروتستانتية، والتي تختلف في شكلها عن التابعة للطوائف المسيحية الأخرى من حيث بنائها، إذ لا توجد بها مآذن ولا مجسم لصليب، بل تكون في شكل قاعات ضخمة بدون أي رموز دينية سوى بعض الشعارات المكتوبة، مثل كلمة يسوس، والتي تعني المسيح وأصبحت منتشرة بشكل كبير وسط الأحياء، وتسمع أصوات الأناشيد صادرة منها، والتي تعتمد على الآلات الموسيقية الحديثة مثل الأورج ومكبرات الأصوات.
تبشير على الطرقات
تجد أتباع البروتستانتية يقومون بالتبشير في الشوارع العامة بكل المدن، ويقدمون مطبوعاتهم، ويهتفون بكلمات مثل «يسوس يدنال»، والتي تعني المسيح يعالج. وخلال وجودك في أديس أبابا أو مدن أخرى، تجد من يهتف بأصوات عالية، وفي بادئ الأمر تعتقد أنه شجار، ولكن مع الاقتراب يظهر بأنهم أتباع البروتستانتية الذين يقومون بتقديم دينهم للناس، الأمر الذي يضايق بعض المارة في الشوارع واختراق للخصوصية، كما أن هناك عددا من المنظمات تعمل في إطار تبشيري في عدد من الولايات الإثيوبية، وتقدم الخدمات للسكان، وصار المذهب البروتستانتي الأكثر انتشارا في إثيوبيا، الأمر الذي أدى بدوره لخلو مدن عدة من المذاهب الأخرى.