الرأي

طالعة من بيت أبوها رايحة لبيت إيران!

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
«قادمون يا نينوى، تعني في وجهها الآخر قادمون يا رقة، قادمون يا حلب، قادمون يا يمن، قادمون في كل المناطق التي يقاتل فيها المسلمون ضد الذين يريدون الارتداد عن الفكر الإسلامي». العبارات السابقة هي لمكبر الصوت الإيراني لنوري المالكي، ونوري يريد أن يقاتل المرتدين عن الفكر الإسلامي، وأظن أنه من الواضح ما هو الفكر الإسلامي الذي يعنيه، ومن هم المرتدون الذين يريد أن يقاتلهم. مشكلة الزعيم السياسي الغبي أنه يكشف الأوراق التي يفترض أنها غير معلنة، وغباء نوري هو أهم مميزاته. هذا القائد الذي يريد أن يحرر العالم هو ذاته الذي لم يستطع حين كان يحكم بشكل مباشر أن يحافظ على أي جزء من العراق يقع خارج المنطقة الخضراء. وهذا القائد الذي يريد أن يذهب إلى اليمن ليصرخ مع الحوثيين: الموت لأمريكا، هو ذاته الذي جاء برغبة أمريكا وذهب برغبتها ويقاتل الآن تحت رايتها وطائراتها. والذي يريد أن يقاتل «أحفاد يزيد» في الرقة وحلب هو ذاته الذي قال إن «النظام السوري» هو من يصدر الإرهاب إلى العراق، ولكنه ولأنه مجرد «مايكروفون» فقد تغير كلامه لأن كلام المتحدث خلف المايك قد تغير. هذا القائد الذي يكفر كل من لا يؤمن بفكر الخميني وثورته، ويصفهم بأنهم مرتدون عن الفكر الإسلامي، هو ذاته الذي يقول بأن مشكلته مع التكفيريين. نوري ببساطة هو أوضح الأمثلة على أن هذا العالم وصل إلى أقصى مراحل الانحطاط والتناقض وموت المنطق. وعلى أي حال.. وجود أمثال نوري مهم وضروري، هو يفضح ما يحاول الآخرون إخفاءه، ويجعل من الأهداف الخفية أهدافا معلنة وواضحة، هو ببساطة يوفر الكثير من العناء والجهد الذي يضيع في توضيح الواضحات لأولئك الذين لا يريدون أن يروها!