تقدم مصحات علاج الإدمان على المخدرات في مملكتنا الحبيبة برنامجا علاجيا قويا لنزلائها ولست بصدد الحديث عنه، فبعد الانتهاء من ذلك البرنامج وإكماله يخرج المتعافون من المصحة التي كانت بمثابة البيئة الآمنة لهم، وذلك لممارسة أدوارهم الاجتماعية في المجتمع. ولكن بعض المثيرات السلبية في البيئة الخارجية قد تدفعهم للانتكاسة، لذلك يوصيهم الفريق المعالج بضرورة الالتحاق ببرنامج الرعاية اللاحقة لفائدته العظمى، وذلك بشهادة المتعافين أنفسهم، الذين يرون أن المداومة على مراجعة العيادات الخارجية، ولا سيما وحدة الرعاية اللاحقة، لها الفضل الكبير، بعد الله، في محافظة المتعافين على تعافيهم. وتعتبر هذه الوحدة من أنجح البرامج وبشهادة المختصين ومرتاديها وقد سمعت من بعضهم أنهم يتمنون أن تتحول جميع أجنحة المصحة التنويمية إلى برنامج نهاري، كما في وحدة الرعاية اللاحقة، حيث إن الدوام فيها يوميا في الفترة الصباحية وتقدم الوحدة برنامجا بواسطة المختصين، وفي نفس الوقت يتيح فرصة للمتعافي للاستمرار في البرنامج وممارسة حياته الطبيعية كأدواره الأسرية مثلاً. ولكن المشكلة التي واجهت البعض منهم أنه عندما يعود لعمله أو يلتحق بوظيفة صباحية ينقطع عن حضور الوحدة، فيجد البديل الآخر في حضور مجموعة الدعم الذاتي في الفترة المسائية، وإن كانت أهدافها وبرنامجها يختلف عن برنامج تلك الوحدة العلاجية. ويكمن وجه الاختلاف بينهما في عدم توفر الفريق العلاجي في مجموعة الدعم سوى عضو واحد منها هو مرشد التعافي. لذلك اقترح البعض من المتعافين أن يتم افتتاح وحدة الرعاية اللاحقة في الفترة المسائية لإتاحة الفرصة لمن لا يستطيع الحضور في الفترة الصباحية، وبما أن برنامج الرعاية اللاحقة فاق نجاحه عن الأجنحة التنويمية، وإن كانت المراحل الأولى في العلاج قد يحتاج بعض المرضى إلى التنويم في المصحة، لأن المريض يتلقى العلاج بشكل تراكمي في عدة مراحل حتى يصل إلى وحدة الرعاية اللاحقة والتي تعتبر مكملة لما قبلها من الوحدات العلاجية التنويمية في المصحة. وبما أن البرنامج الترفيهي يعتبر جزءا أساسيا في علاج المدمنين، فيمكن تقديم مقترح إنشاء ناد لاستكمال علاج مدمني المخدرات، يرتاده المتعافون بعد خروجهم من المصحة، وتحت إشراف المختصين ويكون على غرار مركز الأمير سلمان الاجتماعي بالرياض للمتقاعدين.