Hi Lazy Saudis
الاحد / 22 / محرم / 1438 هـ - 19:45 - الاحد 23 أكتوبر 2016 19:45
كنت أمازح أحد الأصدقاء السودانيين فوصفته بأنه كسول ـ كما نفعل دائما معاشر السعوديين عند الحديث مع السودانيين ـ، فسألني: وكيف عرفت هذه المعلومة عني؟ هل قرأتها في التايمز أم سمعتها في السي إن إن؟
السعوديون الكسالى، أظن أن هذا الوصف الذي طاف الآفاق بعد لقاء الثامنة وتناقلته صحف العرب والعجم والفرنجة والمغول لم يكن فقط بسبب تصريح غير مسؤول من أحد المسؤولين، أظن أن في الأمر انتقاما إلهيا للشعب السوداني الذي لا يكل السعوديون ولا يملون من وصفهم بأنهم شعب كسول بمناسبة وبدون.
وبمناسبة ذكر الإعلام ومخاطبة بني الأصفر والأحمر، ولأني أكسل من أن أتحدث عنه في مقال مستقل، فإن خطابنا الإعلامي يذكرني بشخصية بطل رواية بين القصرين لنجيب محفوظ.
أبو ياسين كانت له شخصيتان متناقضتان واحدة للاستخدام المحلي داخل المنزل، وأخرى للاستخدام الخارجي، شخصية لليل وأخرى للنهار.
والأشياء المرفوضة وغير القابلة للنقاش داخل المنزل يمارسها ويتقبلها خارج المنزل بكل أريحية وصدر رحب.
في داخل المنزل كانت فكرة أن تجلس الأسرة على مائدة واحدة فكرة غير مقبولة، فالرجال يأكلون أولا ثم تأتي النساء، لكنه يأكل في الخارج مع الغواني دون أن يجد في ذلك حرجا أو مساسا بكرامته وشخصيته القوية.
والحقيقة أيها الأفاضل والفاضلات أن تناقض بطل قصة بين القصرين يمكن تفهمه، فعلى الأقل لم يكن أحد من أهل بيته يعلم عن شخصيته الأخرى خارج المنزل، أما خطابنا الإعلامي فإن تناقضه مكشوف وغير مبرر، فكل ما يقال خارجيا يعرفه «أهل المنزل» ويتندرون عليه، وما يقال داخل المنزل يصل إلى الخارج قبل أن يرتد صداه. لذلك فإن شخصية واحدة وخطابا واحدا يكفيان. فلا مبرر للتناقض.
وعلى أي حال..
يقول العلم إن الخط المستقيم هو أقرب طريق يصل بين نقطتين، وهذه الحقيقة الواضحة لن تتغير لمجرد أن أحدهم يحب «اللف والدوران» كثيرا!
algarni.a@makkahnp.com