تتهيأ منطقة الباحة بميزاتها السياحية، وروعة طبيعتها الخضراء، مسنودة بكوة مشرعة على أحداث تاريخية مهمة، لاستقبال زوارها كأحد المصايف المستهدفة من داخل وخارج السعودية في هذا الموسم. وتمثل الأجواء الممطرة والغائمة قيمة مضافة، تدفع السياح لاختيارها كوجهة مفضلة، يأتي بعضهم من دول مجلس التعاون على وجه الخصوص، للوقوف على الشواهد التاريخية، والآثار مثل القلاع والحصون والقرى القديمة، وملايين المدرجات الزراعية القديمة التي يعود تاريخها لآلاف السنين، فضلا عن الأودية والغابات. وتمتاز مرتفعات الباحة بطبيعة خلابة وطقس بارد ممطر معظم أوقات السنة، وتتزين مرتفعاتها بالغيوم الأمر الذي ساهم في ازدهار الزراعة وتنوع المنتجات، وتشهد نهضة على مستوى البنية التحتية، خاصة بعد الاهتمام بإعادة ترميم الآثار، وتهيئة الغابات والحدائق، وسفلتة طرق القرى ورصفها وإنارتها، وإيصال شبكة المياه للقرى رغم صعوبة التضاريس.

فواكه الصيف

وتنقسم منطقة الباحة بين السراة وتهامة، وتمتاز السراة بعلوها الشاهق وهو ما يعني انخفاض درجات الحرارة صيفا لتتراوح بين ١٨ - ٢٥ درجة، بينما يصل معدل مياه الأمطار في نفس الفترة ما بين 130 - 150 ملم، الأمر الذي أسهم في ازدهار زراعة الفواكه الصيفية كالرمان المعروف «برمان بيدة»، والعنب، والمشمش، والخوخ، والتين الشوكي، واللوز، والتين، وغيرها، وعمل سكانها القدامى على المدرجات الزراعية للاستفادة بأكبر قدر من مياه الأمطار.

شواهد أثرية

تحتوي منطقة الباحة على قصور تاريخية أصبحت مزارا سياحيا مهما، منها قصر بن رقوش الذي يعد إحدى هامات شيوخ زهران، وكذلك قصر الشيخ يحيى بالقرون في محافظة قلوة، ومتحف الشيخ بن مصبح ببلجرشي، ومتحف الباحة العام، ومتحف محمد العمدة، وقرية ذي عين التراثية، فيما تشتهر الباحة بوجود العديد من الأسواق الشعبية التي تتخذ أسماءها من أيام الأسبوع، حيث تقام سوق السبت في بلجرشي وسوق ربوع قريش بزهران وسوق الثلاثاء بالمخواة، وفي العقيق تقام سوق الخميس، تسوق فيها المنتجات الزراعية والحيوانية والمصنوعات الجلدية والأدوات الحرفية والخشبية والأثرية والتراثية، وأجود أنواع العسل والسمن، مما جعلها مصدر جذب للسائح، إذ يجد فيها خليطا بين الماضي والحاضر.

غابات الجمال

وتمثل غابات الباحة جزءا مهما من غطائها النباتي، الذي يشكل نحو 80% من إجمالي مساحة المنطقة، حيث هيأت أمانة الباحة المسطحات الخضراء، وفتحت أبوابها لاستقبال الزوار والسياح، الذين يتوافدون إلى المنطقة من داخل السعودية وخارجها، وتضم مدينة الباحة ومحافظاتها أكثر من 40 غابة، أشهرها رغدان بمساحة تزيد عن 800 ألف متر مربع، زُودت بنحو 105 مظلات، ونحو 9 مواقع لألعاب الأطفال، و12 دورة مياه. كما تضم المنطقة متنزه الأمير محمد بن سعود الذي يضم 22 مظلة وموقعين لألعاب الأطفال، ويتبعها كذلك متنزه الأمير مشاري الذي يضم شلال خيره، الممتد من أعالي جبال السراة حتى بئر القلت، الذي زود بنحو 45 مظلة و15 جلسة، و3 مواقع لألعاب الأطفال، و3 دورات مياه.

العمل على مدار اليوم

كما تضم مدينة الباحة مجموعة من الحدائق، وحديقة بلخزمر في محافظة المندق، وغيرها، بها نحو 70 مظلة و6 دورات مياه و6 مواقع لألعاب الأطفال، وملاعب الشبان في مواقع مخصصة تطل على العقبة، إلى جانب القرية التراثية بالأطاولة، التي شكلت أهمية جمالية في المحافظة لموقعها الذي يتوسط المحافظة، وروعة تصميمها وبنائها الذي يحاكي طبيعة المنطقة ويبرز تراث الآباء والأجداد. وإلى جنوب المنطقة حيث محافظة بلجرشي التي تضم غابات وحدائق، ومنها متنزه السكران الذي شهد هذا العام توسعة طرقاته، وإنشاء مظلات وجلسات وزيادة أعمدة الإنارة والمسطحات الخضراء والألعاب، إلى جانب إنشاء مسرح وملعب للأطفال وممشى بطول 1800متر. ولضمان راحة سياح الباحة وضعت أمانة الباحة خطة عمل للمتنزهات والحدائق خلال فترة الصيف، رفعت من خلالها درجة الاستعداد في الصيانة والنظافة، حيث شُكلت فرق عمل من مشرفين وفنيين وعمال يعملون على مدار الساعة.