الرأي

البصمة الخامسة

دخيل سليمان المحمدي
حينما تكون الكتابة عن المدينة المنورة فلا بد أن نتحرى الدقة والأمانة فيما نكتبه لأننا نكتب عن المدينة التي اختارها الله سبحانه وتعالى لأن تكون حاضنة لسيد البشر صلى الله عليه وسلم، المدينة التي دعا لها عليه أفضل الصلاة والسلام بالبركة وبين عظم إثم من أحدث فيها أو أوى محدثا. وبما أن الكتابة تحتاج إلى أمانة فإن الأمانة أيضا تحتاج إلى كتابة، وأعني بالأولى أمانة تحري الدقة بالعمل، أما الثانية فهي التي تفتقد ما أعنيه بالأولى. أمانة منطقة المدينة المنورة حركت عجلتها التي أصابها الصدأ من كثرة السكون والجمود سنين طويلة ولم تعد تلك العجلة قادرة على الدوران وبدأت تتساقط أجزاؤها دون حراك. ما الذي يحدث في أروقة مبنى الأمانة؟ ربما هناك تبادل مراكز، فكما يتجمهر المواطنون المتكدسون انتظارا لإنهاء معاملاتهم المتأخرة من أجل الروتين العقيم، ها هم الموظفون اليوم يعيشون نفس الدور حيث (الجزاء من جنس العمل)، وذلك بتجمهرهم في بهو المبنى احتجاجا منهم على قرار الأمانة بإلزامهم بالتبصيم لأكثر من خمس مرات لضمان تواجدهم في مقرات أعمالهم ، سؤالي هنا: هل المطلوب من الموظف التواجد والالتزام بالحضور فقط للقيام بعمله؟ فهناك الكثير من تجده على كرسيه من السابعة صباحا وحتى الثانية ظهرا ولكنه لا يحرك ساكنا، ولا يسكن متحركا، ما الفائدة بالتواجد دون الإنجاز؟ أتمنى إلزام الموظف بعمل تقرير يومي عن ما تم إنجازه من معاملات، لأن الهدف من تواجد الموظف هو الإنجاز، وليس فقط مواجهة الجهاز. السيدة أمانة المدينة المنورة هل ما يحدث من شكاوى المواطنين والمنسوبين هو نتيجة لاختيار مدينتنا بعاصمة الثقافة قبل سنوات أم هو تجهيزات واستقبال للعام الذي سيتم به اختيار مدينتنا بعاصمة السياحة الإسلامية؟