100 كلمة للقدوة المضيء!
الجمعة / 20 / محرم / 1438 هـ - 22:00 - الجمعة 21 أكتوبر 2016 22:00
قبل أيام دشنت إمارة منطقة مكة مبادرة جديدة تحت عنوان (كيف نكون قدوة)، تتجه فكرتها إلى شعور الفرد بقيمته، وقيمة إرثه الوطني والعربي والإسلامي، ولا يطلب منه أكثر من أن يكون ذا تأثير إيجابي داخل وطنه وخارجه، فإن كان الفرد كذلك، فبه سيكون المجتمع دون شك.
وطننا زاخر بـ (القدوات) رجالا ونساء، يتفانون في تمثل قيمهم السامية، ملتزمين بمبادئها في تنفيذ مهامهم وأعمالهم، وهنا أقول لمن يبحث عن (القدوة الكامل) «أنت تطلب مستحيلا عصيا في بشريتنا»، ويكفي الإنسان أن تجد فيه جانبا مضيئا يقتدى به، لذلك فقد خصصت هذه المقالة لثلاث شخصيات وقفت على تجاربها بنفسي، سأحاور ضياء كل منها في 100 كلمة فقط:
1 وكيل الرقيب المظلي أحمد شمسي الزيلعي، (قناص) يشارك ببسالة منذ انطلاق عاصفة الحزم، فقد أصيب في كتفه بانقلاب الدبابة، ثم تماثل للشفاء فعاد إلى الجبهة، ثم أصيب في ذراعه أثناء تصديه لغزاة يهددون مقرهم في الخطوط الأمامية فأبادهم برمايته المحترفة، ثم بعد شفائه عاد إلى صفوف القتال، ففقد الأسبوع الماضي قدمه وساقه كاملة إثر انفجار لغم أرضي في مجموعته الخمسة أثناء تأديتهم مهمة دقيقة، استشهد منهم ثلاثة، وأصيب أحمد وزميل آخر له إصابات مقعدة، فأحمد مثال الجندي السعودي الباسل الذي نذر دمه وروحه لحماية الوطن، ولم تثنه إصاباته، هاتفته بعدها، فشعرت برباطة جأشه، رغم مرارة الحسرة على زملائه الشهداء (تقبلهم الله).
2 الدكتور عماد كوشك، الطبيب السعودي الماهر في الأمراض الجلدية وحساسية الصدر، (استشاري أمراض الباطنة والحساسية والمناعة)، سمعت عنه ثم عرفته من خلال عيادته في مركز سمير عباس بجدة، فبعد معاناتي لأربع سنوات مضنية مع حساسية الجلد الفجائية التي أقضت مضجعي، وأرهقتني أدويتها بازدحام مواعيدها وكثرتها، والمراجعات في عيادات شتى إلى درجة السأم، وفقه الله إلى اختزالها في ستة أشهر، فبعلمه وبرنامجه التحليلي الذكي لمسببات التحسس استطاع الوقوف على المسبب، ثم استطاع المداواة، وأكتب عنه الآن وأنا أتماثل بإذن الله للشفاء شاكرا الله على وجود أمثاله من أبناء وطني المبدعين، وشاكرا تفانيه في خدمة الناس بعلمه ورقي تعامله، قدوة يستحق الشكر.
3 الشخصية الثالثة ليست فردا، بل شركة الطائف للاستثمار والسياحة (الطائف سما) الرائدة في المسؤولية الاجتماعية، وسأتحدث بما أعلمه وحضرت بعضه شخصيا من مشاركاتها الإيجابية، فمن عاداتها السنوية تصميم برنامج سياحي ثقافي تستضيف خلاله المدعوين لسوق عكاظ، ودعمها بعض برامج (أدبي الطائف)، وشراكتها معه في مسابقتها (القراءة للجميع) على غرار المسابقة التي تجريها (أرامكو)، وإسهاماتها في إقامة المعارض الفنية لفناني الطائف، وعنايتها بذوي الاحتياجات الخاصة من خلال برامج مثل (لست وحدك)، ثم مساهمتها الأخيرة في استضافة أول ندوة لمركز تاريخ الطائف في اليوم الوطني، وإعفاء زوارها في ذلك اليوم من رسوم التلفريك ودخول القرية السياحية، وغيرها من البرامج التي لا أعلمها.
ختاما، أردت من هذه المقالة أن ندرك أن بيننا قدوات مضيئين، يستحقون الإشادة والتكريم، ولأن إمارة مكة أطلقت مبادرتها، فإني أتمنى عليها وهي القديرة أن تقدم أمثال هذه النماذج المشرفة إلى أبنائنا، والله من وراء القصد.
alhelali.a@makkahnp.com