شهوة
طالما أنّ ثمة رأساً متخماً بسعارٍ: «جنسيٍّ» فارط، فسيظلّ مثل هذا العنوان، في الغالب: طُعْمَاً قد التهمه مَن يقرؤني الآن، وذلك أنّه ما من تلفّظٍ بمادةِ: « شهوةٍ « - وما يتصرّف عنها في الاستعمال المجتمعي- يُمكن أن يُحال عليها أيّ معنىً سوى: «الجنس» وشيءٍ من مقبلاتٍ تسبقه عادةً!
الثلاثاء / 26 / شعبان / 1435 هـ - 23:00 - الثلاثاء 24 يونيو 2014 23:00
طالما أنّ ثمة رأساً متخماً بسعارٍ: «جنسيٍّ» فارط، فسيظلّ مثل هذا العنوان، في الغالب: طُعْمَاً قد التهمه مَن يقرؤني الآن، وذلك أنّه ما من تلفّظٍ بمادةِ: « شهوةٍ « - وما يتصرّف عنها في الاستعمال المجتمعي- يُمكن أن يُحال عليها أيّ معنىً سوى: «الجنس» وشيءٍ من مقبلاتٍ تسبقه عادةً! وبكلٍّ..فإنّه ليس بخافٍ، أنّ:» الشهوة» بوصفها مفردةً محايدةً، بوسعها أن تتمدّد، لتشمل تالياً، في دالّها معاني تتجاوز العشرين أو يزيد، «الجنس» واحدٌ منها ليس غير! حتى إنّ أولئك: «المهووسين» بالكشف عن المدارات الفضائحية، إذ يشتغلون على هتك سترها، ليس من جملةٍ اهتماماتهم حينذاك، غير الإحالةِ على: «الشهوة» باعتبارها فعلاً جنسيّاً، جديراً بأن يحط من قدر: «المفضوح» علانيةً! ويا لعظمة هذا الدين- الذي لم نفقه بعد نصوصه وأشقانا هامشه عن متنه - حيث أنزل هذا الدين العظيم: «العثار الجنسي» منزله الطبعي، وبالتالي تعامل معه، بوصفه: «جنحة» تتسلّط على: «الإنسان» لحظة ضعفٍ لها من: «المكفرات» الكثيرات، التي من شأنها أن تغفر لصاحب الزلّة - شريطة الصدق في الإنابة - وهذه الأخيرة شأنٌ بينه وبين ربه. ودونكم هذا النص: وروى الإمام أحمد، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن جرير - وهذا لفظه - من طرق: عن سماك بن حرب: أنه سمع إبراهيم بن يزيد يحدث عن علقمة والأسود، عن ابن مسعود قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إني وجدت امرأة في بستان، ففعلت بها كل شيء، غير أني لم أجامعها، قبلتها ولزمتها، ولم أفعل غير ذلك، فافعل بي ما شئت. فلم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا، فذهب الرجل، فقال عمر: لقد ستر الله عليه، لو ستر على نفسه. فأتبعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصره ثم قال: « ردوه علي». فردوه عليه، فقرأ عليه: «وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين»، فقال معاذ، وفي رواية عمر: يا رسول الله، أله وحده، أم للناس كافة؟ فقال: «بل للناس كافة».. للحادثة أطرافٌ في ألفاظٍ كثيرةٍ مبهرةٍ، يمكنك أن تقرأها كاملةً، في تفسير ابن كثير في تفسير ذات الآية: «إن الحسنات..». ما بقي غير الإلماح إلى أنّه: بمثل الإشاعة لفقه هذه النصوص، وبسطها على الناس كافة، يمكننا أن نعزّز قيم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لنحول دون اتساع رقعة هذا الأخير، ونجسّر للتائب عودته ثانيةً لمجتمعه من غير أن نثقله بحمولة ظلال جنحته، في سبيل أن نجعل منه أكثر استقامة وأوفر عطاءً في البناء صلاحاً لأهله.. ومجتمعه.. ووطنه.