الرأي

أنت تستحق كوب قهوة ورقيا

كان وكيل وزارة متقاعد في إحدى الدول يلقي خطابا لآلاف الحضور في مؤتمر، وبينما كان يقف على المنصة ويلقي خطابه، ويتحدث إلى الحضور كان يرتشف من كوب القهوة الورقي الذي معه، تأمل الكوب، ثم نظر إلى الأسفل وابتسم، أهمل خطابه المعد مسبقا للحظات، وارتجل كلمة قائلا: هل تعلمون أنه في العام الماضي كنت وكيل وزارة، وتحدثت في نفس المناسبة والمكان، لكن في العام الماضي حجزوا لي على درجة رجال الأعمال، ونسقوا لي سيارة خاصة تقلني من المطار إلى الفندق؛ ورتبوا لي شخصا ينهي إجراءات استلامي لغرفة الفندق ويرشدني إليها، وفي صباح اليوم التالي عندما نزلت إلى بهو الفندق، وجدت شخصا ينتظرني؛ واصطحبني إلى نفس القاعة، وأوصلني إلى المدخل الخلفي ثم إلى غرفة التحضير، وناولني القهوة في كوب خزفي جميل، لكني الآن لم أعد وكيل وزارة! لقد أتيت على متن طائرة بالدرجة الاقتصادية، ولم أجد أحدا يستقبلني في المطار واستقللت سيارة أجرة على حسابي الخاص من المطار إلى الفندق، وأنهيت إجراءات استلامي للغرفة بمفردي، وفي اليوم التالي أخذت سيارة أجرة لتقلني إلى قاعة المؤتمر، مشيت إلى المدخل الأمامي للقاعة دون مساعدة من أحد، وعندما سألت أحد الأشخاص هل تتوفر لديكم قهوة؟! أشار إلى ماكينة القهوة في الزاوية، فذهبت إليها وأعددت القهوة بنفسي، ووضعتها في هذا الكوب الورقي! العبرة هي أن كوب القهوة الخزفي لم يكن لي بل للمنصب الذي كنت أتولاه. أنا أستحق كوبا ورقيا! كلنا نستحق ذلك الكوب الورقي! أخيرا.. كلما كنت شخصا ناجحا في حياتك العملية سوف تمنح العديد من الامتيازات، والناس سوف ينادونك بألقاب عظيمة، سوف يحملون حقائبك، ويفتحون لك الأبواب، ويحضرون لك كوب الشاي أو القهوة دون انتظار طلبك، لكنك لست المستهدف، بل منصبك! وعندما تستمر الحياة، سوف يمنحون جميع تلك الأشياء للشخص الذي يستبدلونه بك. لا تنس أننا جميعا نستحق كوب قهوة ورقيا فقط. ختاما.. قيمتك ليست في منصبك أو المظاهر الزائفة من حولك، قيمتك في ذاتك وأخلاقك وقيمك، أنت من يضع نفسه حيث تستحق، فلا يهم ما إذا قدمت القهوة لك إن أردتها!