الرأي

البيت العائلي.. الدفء الذي يعيد استقامة النزلاء

ستظل السجون في العالم مكان كل إنسان يرتكب جرما أو يتعدى على حقوق الآخرين أو يحاول النيل من أمن المجتمع أو غير ذلك. المملكة العربية السعودية هي واحدة من تلك المنظومة، وواحدة من دول العالم ولكنها تختلف في تنفيذ تلك العقوبات بحكم ما تتميز به القيادة والقائمون على سجون المملكة من أخلاق وتعامل يختلف عن الآخرين بسبب العمق الإسلامي، فهي ترفض أن يسمى هذا المكان بالسجن وقد اختارت له اسم (دور الإصلاح)، وتقوم بتوفير الرعاية والعناية للنزلاء خلال فترة قضاء محكوميتهم حتى خروجهم منها، وذلك بهدف الانخراط في المجتمع مجددا والعودة إلى الحياة الطبيعية أكثر قوة وتميزا وصلابة. توجد داخل هذه الإصلاحيات المدارس والجامعات والمعاهد المهنية التي يدرس فيها الحاسب الآلي والخياطة والتبريد والتكييف والتمديدات الصحية والكهربائية والنجارة والميكانيكا، وهذه تحت منظومة المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بهدف إكساب النزلاء المهارات اللازمة لممارسة العمل المهني، والحصول على مصدر رزق بعد إنهاء المحكومية، وكذلك تهذيبهم وتثقيفهم وتوفير حياة كريمة لهم، وتنمية المهارات والاستفادة من طاقاتهم واستغلال أوقات فراغهم. لعل كل ما ذكر يمكن أن يكون في كثير من سجون العالم، ولكن الشيء المميز هو البيت العائلي الذي نفذ في بعض سجون المملكة بمواصفات فندقية ليحتضن النزيل وزوجته وأطفاله لقضاء اليوم الكامل في خصوصية تامة، يوم عائلي يشعر فيه النزلاء وكأنهم في بيوتهم فتتجلى فيه دفء العلاقات الأسرية وحرارة العناق واللقاء مع الأولاد في جو معطر بالطمأنينة والشعور بالراحة والأمان، وهذا ما تتميز به إصلاحياتنا من رحمة وشفقة لهؤلاء وحتى لا تشعر الأسرة بابتعاد رب الأسرة عنها، بيئة عائلية تسودها المحبة والوئام، وهذا قلما تجده في سجون العالم فهذا هو ما يمليه عليه ديننا الإسلامي من أن يكون النزيل عضوا صالحا قادرا على العطاء والعودة لمجتمعه بدون أي تأثير اجتماعي عليه، وليعود للحياة أكثر إيمانا واستقامة لخدمة دينه ووطنه.