الرأي

الشريان V والس

عبدالله الجنيد
الشريان «إذًا صندوق الضمان سيفلس خلال كم سنة والعجز في الميزانية سيرتفع إن لم يعالج بند الرواتب في الميزانية»، في تعقيب على إجابة أحد ضيوفه في برنامج الثامنة. والس «صندوق الضمان الاجتماعي سينهار بحلول 2030، والعجز في الميزانية الفيدرالية سيواصل الصعود بسبب أن 60% من الميزانية هي لبند الرواتب والحوافز. ما هي الحلول برأي كل منكما»، في سؤاله لمرشحي الرئاسة الأمريكية كلينتون وترامب. أنا لا أذكر عدد من اتصل بي من المتابعين للشأن الخليجي في حثي على متابعة داود الشريان في برنامج الثامنة على قناة mbc لاستضافته ثلاثة مسؤولين في الدولة، متناولين أجزاء حيوية من برنامج الإصلاح المالي والإداري في المملكة العربية السعودية. وقد تزامنت تلك الحلقة تاريخا والمناظرة الأخيرة لمرشحي الرئاسة الأمريكية كلينتون وترامب، والتي أدارها الإعلامي المخضرم كريس والس. بالتأكيد أن حجم الضغوط على المؤسسة الإعلامية في مثل هذه الظروف يكون كبيرا جدا بسبب ارتفاع سقف توقعات المشاهد في الأولى، في حين أنها قد تؤشر إلى اتجاهات الناخب الأمريكي في الثانية. فهل كان الشريان في لقائه مع المسؤولين وكيلا للدولة أو المشاهد في إدارته للحوار؟ إلا أننا يجب أن نسجل أن هذه الحلقة سابقة يجب البناء عليها، ويمكن قياس ما مر به الشريان من ضغوط ذاتية من خلال مشاهدة حواره مع خالد مدخلي ضمن برنامج في الرابعة على العربية. النتائج من بعد ليلة الأربعاء هي أن القراءات الأولية تشير إلى أن المشاهد السعودي حمل مقدم البرنامج الشريان مسؤولية عدم تقديم الأسئلة المطلوبة لتوقعه أن الحلقة ستتناول الحوافز والبدلات لا تناول ماهية الإصلاح المالي والإداري ضمن رؤية 2030. وقد أميل للموافقة نسبيا هنا مع من علق سلبا على الحلقة لسبب موضوعي. فقد توجب على الأستاذ الشريان أن يضع عنوانا أنسب، وأن يستعين ربما باثنين من الإعلاميين المختصين في شؤون المال والاقتصاد لإشراكهما في توجيه بعض الأسئلة الفنية. فمثلا كان الوزير العساف بمثابة المعقب الفني على أجوبة الأستاذ التويجري ممثل وزارة التخطيط والاقتصاد، في حين أن إجابات الوزير العساف خلا أغلبها من التفصيل الفني. أما الوزير العرج فقد كانت إجاباته فنية جدا في توضيح دواعي الإصلاح مع مراعاة توظيف الحدث في مخاطبة هواجس المشاهد السعودي في شأن ما سوف يطال الحوافز والبدلات من برنامج الإصلاح. نجاح الإعلام في دخوله على خط أي حدث أو أزمة يضعه أمام خيارات صعبة، ففي حالة mbc «يفترض» أنها شبه رسمية، مما يضاعف حجم اجتهادها في الالتزام بالموضوعية المهنية والحيادية عند تناولها القضايا السعودية. ويجب أن ينظر للحلقة كمدخل للمطالبة بالمزيد من هذه الحوارات لأهميتها في إبراز دور الإعلام في تمثيل «الضمير» الغائب أو المغيب في تناول الشأن الوطني، إلا أن ذلك لا يعفي وسائط الإعلام مجتمعة في الاجتهاد في تجسير المسافة بين المرئي والمقروء في تمثيل هواجس المواطن. فنحن شاهدنا حجم الزخم على جميع الشاشات الأمريكية والأوروبية وبعض العربية في مواكبة المناظرة الأخيرة للمرشحين الرئاسيين، وأن أغلب تلك المصاحبات المطولة اعتمدت على وجود لجنة إعلاميين لقراءة الحدث بكل تفاصيله. ليلة البارحة كانت شجاعة mbc حاضرة، بالإضافة لتوقعات المشاهد السعودي، لكن الغائب كان الجانب الموضوعي في التعريف بعنوان حلقة الثامنة، وكذلك لافتراض الشريان أنه قادر على اختزال كم الوساوس والإجابة عليها في 50 دقيقة سعودية. ربما ما قد كان يتمناه المواطن السعودي بعد الإجابة على ما سيقنن من البدلات والحوافز الاطلاع على برنامج زمني من انتهاء عمل اللجان واعتماد مخرجاتها في شكل تقنينات مقترحة إلى حين اعتمادها من رئاسة الوزراء ومجلس الشورى.