الرأي

سعوديات يسوّقن سيارات!

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
وأرجو الانتباه إلى الكلمة في العنوان هي «يسوّقن»، حتى لا يفهم أحد أن الكلمة لها علاقة بالفعل «يسقن» لأن الفرق كبير بينهما شكلا وفعلا ومضمونا. وجود سعودية في معرض سيارات تشرح للزبائن مزايا ومكونات السيارة ـ التي لا تستطيع قيادتها ـ لا يختلف كثيرا عن وجود رجل يسوق لفوط نسائية، والتاجر الذي يستخدم المرأة لتسويق بضاعته معتمدا على كونها «امرأة» فقط، لا يحترمها ولا يتعامل معها كإنسان حتى وإن ادعى غير ذلك. ولست ضد التسويق ولا ضد عمل المرأة في شركات السيارات حتى وإن كان مثل هذا العمل سيبدو غريبا بعض الشيء في السعودية، وكل ما في الأمر أني أجد صعوبة في الاقتناع بأن وجود النساء في المعرض كان اعتمادا على كفاءتهن وإلمامهن بخبايا ومزايا السيارات، وليس لمجرد أنهن نساء فقط! ومشكلة المرأة السعودية أنها وقعت بين مدرجين لا يرحمان، أحدهما لا يريد لها أن تخرج من منزلها إلا محمولة إلى قبرها، وفريق لا يريد لها أن تدخل منزلها من الأساس، وكل يدعي وصلا بحقوقها، وهي من يد طاغ إلى أطغى. ويبدو أنه من الصعب إقناع أي من الفريقين أن هذا المخلوق إنسان فقط. الجميل في الموضوع أن فكرة تسويق سلعة ما عن طريق شخص يمنع عليه استخدام هذه السلعة فكرة سيريالية، وربما تصلح أيضا كفكرة لمسلسل فكاهي سامج، لكنها خارج هذا الإطار أمر مستفز. أظن أن احترام المرأة يكون بالسماح لها باستخدام السيارة كأي «راشد» في هذه المعمورة، أما استخدام «جسدها» لتسويق السيارة للرجل فهو امتهان لها ولعقلها وللمنطق. وعلى أي حال.. فهذا المقال سبق أن كتبت كثيرا من عباراته في مقال سابق، وهذا يعني أن الأمر بدأ يدخل مرحلة «التطبيع» مع الغرائب، وأننا سنتآلف مع الأفكار غير المنطقية، فالذين يسعون لدخول التاريخ من «باب غرفة النوم» يتكاثرون كورم يصعب السيطرة عليه. algarni.a@makkahnp.com