أسرة بابصيل.. تاريخ في العلم والفقه والسياسة (2-2)

توفي مفتي الشافعية ذو الأصل الحضرمي محمد سعيد بابصيل في 1330هـ في مكة المكرمة، ليرث علمه من بعده ابناه علي وبكر

توفي مفتي الشافعية ذو الأصل الحضرمي محمد سعيد بابصيل في 1330هـ في مكة المكرمة، ليرث علمه من بعده ابناه علي وبكر. ولد بكر بمكة المكرمة في 1293هـ، حفظ القرآن الكريم، ودرس على يد والده وعلماء المسجد الحرام كعمر باجنيد، وعبدالرحمن الدهان وأسعد دهان، وسعيد اليماني وغيرهم، وبعد اختباره من هيئة العلماء في الحرم المكي تم تعيينه للتدريس، فافتتح حلقته في حصوة باب الوداع، وتولى القضاء في عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله كما تم اختياره عضوا في مجلس الشوري وظل على ذلك حتى وفاته في 1348هـ، وعقب ابنه عبدالرحمن الذي تولى رئاسة كتاب المحكمة المستعجلة الأولى بمكة في 1374هـ، وله ذرية معروفة حتى اليوم في مكة. أما علي المولود في 1273هـ في مكة المكرمة فقد تلقى العلم عن والده، وعن من تلقى عنهم أخوه من العلماء الذين سبق ذكرهم، كما حفظ القرآن الكريم، ليجاز بعدها للتدريس كذلك، وافتتح حلقته الدراسية في حصوة باب الوداع بجانب أخيه. ورافق والده في رحلته ضمن الوفد المكي للإمام يحيى حميد الدين لليمن، وتعين في العهد السعودي وكيل قاض، وظل على ذلك حتى وفاته في 1353هـ، معقبا ابنين أولهما محمد المدرس في المعهد العلمي السعودي، وعقب ابنه حسن والذي درس في حلقات التعليم التقليدية في الحرم المكي، ثم واصل في المعهد، والتحق ببعثة علمية إلى مصر لدراسة الشريعة في الأزهر، ثم عاد إلى السعودية والتحق بسلك القضاء، وتدرج فيه حتى وصل إلى رئيس محكمة الطائف، وتوفي في 1420. وأيضا من أبناء علي كان عبدالمحسن الذي ولد في 1343، درس كذلك في حلقات الحرم الشريف، والمعهد العلمي السعودي وواصل تعليمه العالي حيث تحصل على بكالوريوس الشريعة، ثم ابتعث لمصر والتحق بجامعة الأزهر 1368، ليحصل على شهادة الماجستير في الدراسات الشرعية في 1370، وبعد إنهاء دراسته وعودته إلى السعودية شغل وظيفة مساعد محرر وسكرتير بجريدة أم القرى، وذلك بتاريخ 15ربيع الآخر 1370، وظل في هذه الوظيفة حتى جمادى الآخرة 1371، حيث انتقل للعمل في القضاء الشرعي، كمساعد قاض بمحكمة الطائف، وتدرج في وظائف القضاء حتى عين مفتشا على المحاكم الشرعية، ثم في 17شعبان 1384 عين قاضيا بمحكمة مكة المكرمة، لتنتقل خدماته بعد ذلك إلى وزارة الحج والأوقاف كمدير إدارة الأوقاف في مدينة الطائف، ثم انتقل منها إلى مكة المكرمة على وظيفة مدير إدارة خدمات الحجاج، وظل على ذلك حتى وفاته في 1405 بمكة المكرمة، معقبا ابنيه وهما علي وهو حاليا موظف متقاعد، وكان يعمل مسؤولا إداريا في جامعة أم القرى، وكان آخر عمل كلف به مستشارا في الشؤون القانونية. والدكتور عادل عبدالمحسن الذي ولد بمكة المكرمة في 1378، ودرس فيها حتى المرحلة الثانوية، ليغادرها إلى أمريكا سعيا للحصول على البكالوريوس في العلاقات الدولية، وبعد أن أتم دراسته في 1403، التحق بوزارة الخارجية في نفس العام، وفي 1407 التحق بالسفارة السعودية في مدينة أوتاوا بكندا، وخلال عمله فيها تمكن من الدراسة بالانتساب في الماجستير في العلوم الاجتماعية، ثم نقلت خدماته للعمل لدى سفارة السعودية بلندن في 1413، وعمل بها حتى 1420. وحصل خلال عمله على شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة وستمنستر، وبعد انتهاء عمله عاد للعمل في مقر الخارجية في الرياض في الإدارة العامة للمنظمات الدولية، وكلف بأعمال إدارة مجلس الأمن، وبقي في ذلك المنصب إلى أن رشح في 1428 سفيرا لجامعة الدول العربية في لندن، وبقي في ذلك المنصب نحو ستة أعوام، وعمل من خلاله على تفعيل بعثة جامعة الدول العربية هناك ورفع مستوى الأداء فيها. وأنهى في 1434 إعارته لجامعة الدول العربية، وعاد للخارجية حيث عين مديرا عاما للإدارة العامة للاتحادات والتجمعات ومكافحة الإرهاب وتمويله، وما زال في هذا المنصب حتى تاريخه. يشار إلى أن الدكتور عادل بابصيل كلف بعدد من المهمات وشارك في كثير من المؤتمرات داخل السعودية وخارجها، وله كتاب بعنوان: معاهدتي فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية وتطبيق الدول لها، وهو اليوم وزير مفوض بوزارة الخارجية. makkawi@makkahnp.com

بابصيل مفتي الشافعية وإمام مقامها بالحرم المكي (1-2) أسرة بابصيل.. تاريخ في العلم والفقه والسياسة (2-2)