متى كانت آخر مرة جربت فيها لعبة تلوين الرسومات؟
الخميس / 19 / محرم / 1438 هـ - 18:30 - الخميس 20 أكتوبر 2016 18:30
نحن لا نتوقف عن اللعب لأننا نكبر، بل نكبر لأننا نتوقف عن اللعب، هذا ما قاله 'جورج بيرنارد شو' ذات مرة. لأنه من المفرح أن كتاب التلوين للبالغين يحقق أعلى المبيعات، وقد كانت هذه العبارة الافتتاحية في موقع ذا جارديان، إنها تحرض الكبار على اللعب وتجريب المتعة. بل تساعدهم بشكل أو بآخر لتجاوز مصاعب الحياة، وتجعل عقولهم تطفو عن التفكير من خلال خلق ألوان جديدة وممتعة. لا شك في أن كل من جرب سحر كتب التلوين، قد تجاوز كثيرا من المصاعب النفسية والشخصية، كالتوتر على سبيل المثال. بلغت مبيعات كتاب 'الحديقة السرية'، 'لجوانا باسفورد'، أكثر من 1.4 مليون نسخة، وحقق أعلى المبيعات في قائمة موقع Amazon هذا الشهر
ما هو هذا الكتاب؟
هو ستة وتسعون صفحة من الرسومات بالأبيض والأسود، لزهور وأوراق وأشجار وعصافير، وما يميزه هو أنه كتاب تلوين للبالغين. وهو ليس الوحيد من نوعه، فقد أظهر تقرير في النيويورك تايمز أنه يوجد في أستراليا مجموعة من الأفراد البالغين يجتمعون ليقوموا بالتلوين مع بعضهم البعض، مثل دائرة الخياطة. ما يميز فكرة مجموعات التلوين أنهم حتى لا يتظاهرون بعمل شيء مفيد، فالناس يجتمعون فقط للعب بلا تنافسية، ولمرة واحدة فالأمر لا يتضمن الشاشات. ووسيلة التقارب ليست مهمة، فالمهم هو التقارب بحد ذاته، والتلوين ليس عملا كسولا، فأنت بحاجة إلى اتخاذ قرارات مبدعة في اختيار الألوان التي تستخدمها، وفي أثناء تركيزك يجب ألا تخرج عن الخط، فقد تتحرر أجزاء أخرى من عقلك بطرق تجعلك أكثر إبداعا البالغون يمكن أن يكونوا في خطر لأنهم ينسون كيف يلعبون، واللعب شيء أساسي في كل مراحل الحياة، فهو يمكن أن يستخدم لممارسة التلقائية وتخفيف القلق.
اللعب أيضا يساعد في الحفاظ على وظائف الدماغ، سواء عن طريق حل المشكلات المتعلقة بالتلوين نفسه، أو عن طريق التفاعل الاجتماعي في الألعاب الجماعية. كذلك ينشط الخيال، ويساعد على بقاء الشخص مرنا، وأن يبني حالة عقلية مازحة تكون مفيدة في التأقلم مع الأوضاع المقلقة، مثل كسر الجليد مع الغرباء. أن تدع عقلك يتجول بعيدا عما تلونه أيا كان هو نوع من اللعب، والأطفال الصغار غالبا ما يتعلمون بطريقة أفضل وهم يلعبون، فلماذا إذن لا نطبق هذا المبدأ على البالغين أيضا؟ أجريت دراسة في 2009م، لرؤية إن كان المشاركون قد حفظوا الأسماء التي تقرأ من قائمة بها أسماء عشوائية أثناء قيامهم بالرسم في نفس الوقت.
وقد شكت هذه الدراسة في أن الرسم قد يساعد الدماغ على البقاء نشيطا، عن طريق الاندماج في 'الشبكات الافتراضية'. وهي هذه المناطق التي تحتفظ بمستوى نشاط منخفض في قشرة الدماغ، عندما تكون المحفزات الخارجية غير موجودة.
وفي اختبار مفاجئ طرح بعد ذلك، المشاركون الذين كانوا يرسمون أثناء استماعهم إلى القائمة تذكروا الأسماء بنسبة 29% أكثر من الذين لم يرسموا. وما الذي كانوا يرسمونه؟ كانوا يظللون أشكالا مطبوعة، أي كانوا يلونونها.