المنبر المكي لا يضيق بشعراء الجاهلية والنصرانية
دعا إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور سعود الشريم في خطبة الجمعة أمس بالمسجد الحرام المسلمين إلى الابتعاد عن الاعتداء في علاقتهم مع ربهم، حيث قال تعالى «ادْعُواْ رَبَّكُمْ
الجمعة / 22 / شعبان / 1435 هـ - 22:45 - الجمعة 20 يونيو 2014 22:45
دعا إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور سعود الشريم في خطبة الجمعة أمس بالمسجد الحرام المسلمين إلى الابتعاد عن الاعتداء في علاقتهم مع ربهم، حيث قال تعالى «ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ»، مبينا أن الاعتداء هو تجاوز الحد في الدعاء بالتكلف عن المأثور، ورفع الصوت والسجع، إذ كل ذلك من الاعتداء المنهي عنه. وأضاف الشريم أن من أكبر أنواع الاعتداءِ والعدوان إسقاط هيبة شهر رمضان المبارك بما يُبث فيه عبر وسائلِ الإعلام المتنوعة، ما يتعارض وعظمة شهر رمضان من مشاهد تخدش الحياء، وتفشي المنكر بين الناس، ليقلب بذلك ظهر المجن فيه من شهر صوم وصلاة وصدقة إلى شهر سهر وعبث ومسلسلات وزور في القول والعمل، مؤكدا أن شهر الصيام إنما شُرع لأجل التقوى، فكلُّ ما يعارض هذه التقوى يُعد اعتداء وبغيا وعدوانا على شهر فيه ليلة خير من ألف شهر.
حفظ العقل
وأشار الشريم إلى أن من أهم الحقوق والواجبات لكلِّ مسلم على أخيه المسلم ألا يعتدي عليه ولا يتجاوز حد ﷲ فيه؛ إذ لكل مسلم حق في حفظ ضرورياته الخمس المتمثلة في حفظ الدين والنفس والعقل والعرض والمال، حيث قال عليه الصلاة والسلام «كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه، حسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم»، فلا يجوز الاعتداء على عقل المسلم بتسليط فكر يخرجه عما أوجب الله عليه، مؤكدا أن كل تجاوز على حقٍّ من حقوق المسلمين أفرادا كانوا أو مجتمعات وقوع في الاعتداءِ والعدوان الذي نهى الله عنه في قوله تعالى «وَلاَ تَعْتَدُوَاْ إِنّ اللّهَ لاَ يُحِبّ الْمُعْتَدِينَ»، وقد حذر النبي عليه الصلاة والسلام كل من أعان على الاعتداء على العقل حيث قال «لعن الله الخمر وشاربها وساقيها ومبتاعها وبائعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه».
حرق المجتمعات
وأضاف إمام الحرم أن الاعتداء صفة دنيئة ملؤها الحقد والاستخفاف بحقوق ﷲ وحقوق عباده، وهو نار محرقة للأفراد والمجتمعات تضطرم من شرارة الاحتقار، مشيرا إلى أن العدوان تقويض لصرح التلاحم، ومعول يهدم به بناء الأمن الشامخ، والعيش الرضي، لافتا إلى أن العدوان سوء كلّه، وشر كلّه في لفظه ومعناه، لأنه لا يحمل في معناه سوى الهدم والظلم والفرقة للجماعة، حيث يؤدي انتشاره إلى كثرة الخوف، وزوال الأمن، وثوران الحروب، وموت الأبرياء، وهلاك الحرث والنسل، كما أن العدوان طبيعة الغاب؛ فالقوي فيها يأكل الضعيف، والوحش الكاسر يلتهم الحيوان الأليف، ولولا أن الإنسان يغيب وعيه ويغفل فلا يستحضر عظمة خالقه، وأنه عزيز ذو انتقام لما سب أو اعتدى.
التحريش والتهويش
وحذر إمام الحرم من التحريش والتهويش حيث إنهما كفيلان بإيقاد نيران الصراع، والحروب المدمرة، مشيرا إلى أن الحروب بدايتها تعصب وانتشاء، ونهايتها هلاك ودمار، لافتا إلى أن السلف كانوا يحبون أن يتمثلوا عند الفتن بأبيات امرئ القيس التي قال فيها:
الحربُ أوّل ما تكونُ فُتيَّةً
تسعى بزينتها لكلِّ جَهــــــولِ
حتى إذا استَعَرَت وشَبَّ ضِرامُها
عادت عجوزاً غيرَ ذاتِ خليلِ
شمطاءَ جَزَّت رأسَها وتَنَكَّرَت
مكروهةً للشَّمِّ والتقبيـــــلِ
رؤية الهلال
وأكد إمام المسجد النبوي الشريف الدكتور صلاح البدير في خطبة الجمعة أمس أن السعودية أوكلت ترائي هلال إلى جهة قضائية تطمئن النفوس إليها وتجتمع الكلمة عليها، تعمل على هدي من الكتاب والسنة، وقد سلك بعض المنتسبين إلى علم الفلك مسلك الإثارة والتشكيك في دخول الشهر وعدم دخوله، لافتا إلى أن ذلك يتكرر كل عام عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، ما يثير الفوضى ويحدث الاختلاف، ويخلق الشك في نفوس الناس، محذرا من سلوك ذلك المسلك الذي وصفه بالوخيم والذميم، الذي تأباه الحكمة والعقل والمصلحة، مطالبا من كان له رأي مخالف بإيصاله إلى الجهات المعنية دون إثارة أو تشكيك.
الأغذية الفاسدة
وحذر إمام المسجد النبوي الباعة والتجار من رفع الأسعار والمبالغة في الحرص على الدنيا بإضرار المسلمين الصائمين ببيع السلع المغشوشة والأغذية الفاسدة، خوفا من أن تصيبهم دعوة الصائمين، وتلحقهم شكايتهم، فيخسروا بذلك دنياهم وأخراهم، مؤكدا أن المال الحرام شؤم على صاحبه، وبلاء على طالبه.