تخطيط بلا تطبيق لن يؤتي أكله!
الأربعاء / 18 / محرم / 1438 هـ - 21:30 - الأربعاء 19 أكتوبر 2016 21:30
ما إن ينتهي من وضع خطته الاستراتيجية حتى يخرج مصرحا عن نجاح هذه الخطة وتلقي التبريكات وكأن المهمة انتهت بالانتهاء من وضع الخطة الاستراتيجية!
لا ننكر أهمية التخطيط الاستراتيجي للمنظمات الحكومية والأهلية أو حتى الأعمال البسيطة، إلا أن البعض انشغل بوضع الخطط والاستراتيجيات التي أصبحت شغله الشاغل على حساب التطبيق والعمليات الأخرى التي لا تقل أهمية عن التخطيط الاستراتيجي. وكأن التخطيط غاية في حد ذاته!
وفي الحقيقة ما هو إلا وسيلة نضمن بها السير في طريق يصل بنا إلى الغايات.
وبلا شك يوجد كثير من الخطط التي كان لها صدى مدو إلا أن واقع التطبيق لم يكن له صدى مماثل أو بالأحرى لم نسمع له حتى همسا!.
التخطيط ليس أمنية أو تخيلات في ذهن المسؤول، فكم من الخطط التي خرج إلينا أصحابها متحدثون عن نجاحها وأنها سوف تحقق وتحقق.. إلخ، حتى خيل إلينا أنها عصى سحرية!
إلا أن واقعها كما قيل «أسمع جعجعة ولا أرى طحنا».
إن التخطيط لوحده ليس ضمانا للنجاح فهناك العديد من العوامل والمحددات التي تساعد على نجاحه أو تحول دون ذلك، لهذا قد نلاحظ خططا بلا تطبيق أو بتطبيق يذهب بعيدا عن الخطة، فالتخطيط الاستراتيجي الذي لا يصاحبه تطبيق استراتيجي ومتابعة ومسألة لن يؤتي أكله! إنما هو تخطيط للفشل وهدر للطاقات البشرية والمادية.
ولهذا يجدر بنا أن نشير إلى أن التخطيط الاستراتيجي ليس أداة إعلانية لتسويق لمنظمة أو مسؤول ما، أو واجهة للبهرجة الإعلامية، إنما مرحلة التفكير التي تسبق التنفيذ، لذا لا بد أن تكون الخطط الاستراتيجية واقعية تترجم على أرض الواقع من خلال عملية التطبيق، وما عدا ذلك فلا يعدو كونه حبرا على ورق، لا يغني ولا يسمن من جوع.