حتى أنت يا صلاح الدين؟!
ليس الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب مجرد رمز فقط من رموز إنسانية وشموخ الإسلام .. بل كان أيضا رمزا للقائد العسكري المحنك شديد الدهاء، ولذلك أوقع بجيوش
الاحد / 6 / ربيع الأول / 1436 هـ - 19:15 - الاحد 28 ديسمبر 2014 19:15
ليس الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب مجرد رمز فقط من رموز إنسانية وشموخ الإسلام .. بل كان أيضا رمزا للقائد العسكري المحنك شديد الدهاء، ولذلك أوقع بجيوش الفرنجة واستطاع إسقاط مدنهم الواحدة تلو الأخرى، حتى من الله عليه بفتح القدس الشريف عام1187م. ورغم ذلك ورغم اهتمامه بالطب والتجارب الكيميائية حتى اشتهر عنه مداواة جنوده وجنود أعدائه الجرحى، إلا أن طبيبه الأثير ذا الثقة كان الطبيب اليهودي موسى بن ميمون الذي هاجرت عائلته من الأندلس إلى المغرب بعد أن أسلمت ظاهريا وأبطنت اليهودية.. وذاع صيت الطبيب اليهودي في كل أرجاء المعمورة، بل واخترق القرون بتجاربه ونظرياته وعلاجاته حتى جاء إسرائيل شاحاك أستاذ الكيمياء بجامعة تل أبيب وزميل بن جوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل ( 1886-1973 ) ليخبرنا في كتابه الشهير «الديانة اليهودية وتاريخ اليهود» أن ابن ميمون كتب يقول «إن على الطبيب اليهودي أن يجري التجارب الطبية على الأغيار -غير اليهود- ولو أدى ذلك إلى قتلهم بشرط ألا يعلم بذلك أحد، ولا يثير الناس ضد اليهود».. وكتب أيضا «ومن المسموح به تجربة عقار من العقاقير على كافر إن كان ذلك يفي بغرض ما».. ليس مهما أن تحدث مضاعفات على المريض، المهم التجربة العلمية ونتائجها والمهم أيضا ألا يصاب الطبيب أو طائفته اليهودية بأي أذى.. كانت تلك نظرية ابن ميمون عن التجارب العلمية والتي انتقلت إلى الحضارة الغربية في بدايتها عندما كانت لا تلقي بالا للقيم الأخلاقية والإنسانية.. فهذا هتلر يعطي كل الصلاحيات لأطبائه وعلمائه بتجربة أدوية جديدة وعمل أبحاث دراسية عن أمراض معينة، كل ذلك على أسرى الحرب دون موافقتهم.. ترى هل علينا أن نكشف اللثام عن كيف مات صلاح الدين فارس المسلمين وقائدهم في مقتبل عمره وهو الذي لم يتجاوز الخامسة والخمسين بمرض غريب؟! ترى هل نتساءل هل كان ابن ميمون موجودا ساعتها بجانبه كطبيبه الماهر الثقة الأمين؟! أم نتساءل ذاك السؤال المؤلم.. حتى أنت يا صلاح الدين؟!