يا كاويهم بـ(المريتو) يا (شعبولا)!!

قد لا تتوقع أي تأثير لأغنية شعبية، لمطرب يفتقر لكل الأدوات الفنية؛ فلا صوتَ، ولا عمق أداء، ولا أُذنَ موسيقية! أما الكاريزما فلا ينافسه فيها إلا «ضبٌّ» دعسه «بعير» في طريق «رفحاء»!!

قد لا تتوقع أي تأثير لأغنية شعبية، لمطرب يفتقر لكل الأدوات الفنية؛ فلا صوتَ، ولا عمق أداء، ولا أُذنَ موسيقية! أما الكاريزما فلا ينافسه فيها إلا «ضبٌّ» دعسه «بعير» في طريق «رفحاء»!! ولكن المتلقي (الجمهور) هو الذي يصنع الرسالة! فقد نجح «شعبان عبدالرحيم» بأغنيته الشهيرة (بكره إسرائيل)، في تكوين جماهيريةٍ ساحقة، إلى درجة أن الصحافة الأمريكاوية صنفتها ضمن التحريض على «إسرائيل»، والكراهية لكائنات وديعة بديعة، كـ(شارون) و(نتن يا هووووه)! والاسم الأخير من تجليات الشاعر الشعبي (أحمد فؤاد نجم)، الذي كوَّن مع «الشيخ إمام»، في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، فرقةً فنيةً شعبية، تخصصت في السخرية من الوضع السياسي تحديداً، بلغت قمة الإبداع الفني بأغنية (فاليري جيسكار ديستان/‏ والست مْراتو كمان)، التي انتشرت تحت سمع وبصر النظام البوليسي الصارم، رغم أن الجميع يعرف أن المقصود هو (الرئيس السادات، وزوجته السيدة «جيهان»)! وقد سعى الشاعر والموسيقي والملحن «المخـ/‏ـتلف»: «زياد الرحباني»، إلى «الشيخ إمام»، ليغني إحدى أهم روائع «زياد»: (أنا مش كافر)! ولكنه ـ للأسف ـ لم يفلح، فأخرجها بصوته!! ونعود إلى «شعبولا»، فرغم أنه لم يستثمر جماهيريته الطاغية في تطوير نفسه، واستحلى لحناً واحداً، يفصل له الشاعر/‏ «إسلام خليل» عليه كلماتٍ تطرب الملايين، إلاَّ أنه نجح من جديد في أغنيته (أمير المجرمين)، التي يسخر فيها من الخليفة (أبو الساعة اللماعة) و«خرافته» لتنظيم «داعش»! ودليل نجاحه هذه المرة ليس الإعلام الأمريكي، وإنما قناة «الجزيرة»، التي طالما كتبنا عن احترافيتها في «توتير» الجماهير العربية المغلوبة على أمرها، قبل أن تفضحها الأحداث، وتتبنى تنظيماً صنفته أهم الدول العربية إرهابياً! فما إن نزلت الأغنية حتى ارتفع ضغط القائمين عليها، فأعدوا تقريراً متشنجاً يسخر من أهمية الفن في مكافحة الإرهاب والفساد! أما التاريخ فيسجل لأمير الشعراء/‏ «أحمد شوقي» (خرّيج فرنسا) موقفاً وطنياً دينياً مشرفاً، ضدَّ موجة الإلحاد، والماركسية، وانهيار القيم، والانكسار، والاستسلام للاستعمار! ومن أروع قصائده في هذا السياق (سلوا قلبي)، التي لحنها «رياض السنباطي»، وشدت بها «الست»، في وقت قيام «الدولة العبرية»، لتستنهض همة الشعوب المطحونة بذكر نبيها عليه الصلاة والسلام!