صائد الثعابين: الترويض فن وليس مخاطرة
الفن والموهبة سلاحان يصف بهما الشغف، ولا يعترف بنعت المهارة «بالمخاطرة»، كونه يجد ما اعتاد عليه قدرة خاصة لا يمتلكها العديد من الناس، وممارسة ماتعة تفيض حكمة ودهاء لا علما قائما بذاته
الأربعاء / 20 / شعبان / 1435 هـ - 22:45 - الأربعاء 18 يونيو 2014 22:45
الفن والموهبة سلاحان يصف بهما الشغف، ولا يعترف بنعت المهارة «بالمخاطرة»، كونه يجد ما اعتاد عليه قدرة خاصة لا يمتلكها العديد من الناس، وممارسة ماتعة تفيض حكمة ودهاء لا علما قائما بذاته. فمداعبة الأفاعي ومصادقتها جعلتا من ترويضها أمرا لا يكاد يذكر في حياة فهد الحارثي، مدرب في مجال ترويض الأفاعي، وحسبما أوضح، فقد اعتاد عليها حتى أنه بات أحد أفراد العائلة الشهيرة «بالسموم القاتلة». تعلقه بها ولد بعد مشاهدته عرضا تلفزيونيا يظهر طريقة صيد الأفاعي في تايلند وترويضها واستخراج السم منها، حينها تحول الحارثي من مراهق يحمل هم توديع مقاعد الدراسة الثانوية، إلى عاشق للأفاعي ومترقب لتفاصيلها من فصائلها وحياتها وأنواع سمومها ومدى خطورتها وحتى كيفية ترويضها والتعايش معها. يقول: بالقراءة عرفت عنها الكثير، فلم أكن في البداية قادرا على السفر، لكن شغفي بها ظل يتصاعد، حتى تمكنت بعد سنوات من زيارة بعض الدول التي تشتهر بوفرة الأفاعي، وتعلمت على أيدي مروضين مهرة مقابل أجر لتعليم أساسيات هذه المهارة. الحارثي لم تقف مهارته عند حد معين، ولا فصيلة بذاتها، بل كان يطمح لاستيراد مختلف الأنواع من الأفاعي نظرا للعروض التي يشارك فيها داخل السعودية، إلا أنه أفصح بعوائق جمّة، تفصل بينه وحلمه مئات الكيلومترات، ولحل هذه المعضلة - كما وصفها- تمنى من الجهات المختصة أن تسمح للعاملين في مجال تدريب ترويض الأفاعي استقطاب وتسهيل دخول الأنواع النادرة وغير المتوفرة في السعودية، يفيد «بعض الأفاعي لدينا أسعارها مرتفعة جدا، علما أن أسعارها في الخارج أقل بكثير». وكأي مهنة أو هواية يمارسها أصحابها، ترويض الأفاعي لا يخلو من العثرات، فغياب الممارسين والمحترفين في هذا المجال عن ساحة العروض أحيانا، يكمن في تجاهلهم وعدم الاهتمام بما يقدمونه من قبل الجهات المنظمة، وفقا للحارثي، الذي أضاف «الجهات المنظمة لا تقدر ما نقدمه ولا تمنحنا الوقت الكافي لإتمام عروضنا، إلى جانب تدني العروض المالية مقارنة مع خطورة هذه الممارسة».