أربعة أعوام في صيد الصقور، مكنت أحد شباب قرية الواصلي بجازان من كشف العديد من أسرار هذا الطائر الشجاع ذي الشموخ والكبرياء، كما يصفه البعض، وعلى الرغم من عناء وتعب صيده، إلا أن وجود عشاق لاقتنائه وارتفاع أسعاره يخفف من هذه المهمة الصعبة.

مهمة صعبة

وأشار الشاب خليل إبراهيم إلى أن الفترة الوحيدة التي يتم فيها الصيد هي فترة اشتداد البرد في المناطق الجبلية المرتفعة، إذ يستحيل بعدها على أي شخص صيد الصقور في منطقة جازان، ولكن في هذه الفترة يتوافد عدد من هواة صيد الصقور إلى المنطقة للمشاركة في هذه المهمة الصعبة. وأفاد خليل بأن هوايته بدأت باصطياد الطيور، وما حفزه على ممارسة صيد الصقور هو طلب أحد الأشخاص إعداد شبك خاص بصيد الصقور، ليبدأ من هنا اهتمامه بالصقور، وتمكن في فترة وجيزة من معرفة كيفية التعامل معها واصطيادها، لافتا إلى أن أول صقر اصطاده كان قبل أربع سنوات، وابتاعه في أحد مواقع الانترنت بمبلغ عال، ما جعله يحول الهواية إلى مهنة ومصدر رزق.

البحث عن الدفء

وأضاف «هذا الأمر جعلني أتعلم أولا كيفية اصطياد الأفاعي لوضعها داخل الشبك وهي ما زالت على قيد الحياة، إضافة إلى كيفية التعامل مع الصقور، حيث إن لكل صقر طريقته الخاصة في التعامل إلى حين عرضه للبيع». وحول الأوقات التي تتم ممارسة صيد الطيور فيها، قال خليل إن الصقور تنزل إلى الأماكن المنخفضة خلال فترة اشتداد البرد في المناطق الجبلية، بحثا عن الدفء، وليس من السهل على أي شخص اصطيادها، إذ إنه خلال الأعوام الأربعة الماضية لم يتجاوز ما تمكن من اصطياده 6 صقور، منها الشاهين والوكري والحر، بينما رفض الإفصاح عن المبالغ التي تم البيع بها، قائلا «هناك من يعرف أنواعها ويتم الشراء على هذا الأساس بعد إرسال الصور على أحد المواقع المتخصصة في الانترنت».

تهديد بالانقراض

من جهته، قال أستاذ علم الحيوان بجامعة جازان الدكتور زراق بن عيسى الفيفي إن انتقال الصقور من الأماكن المرتفعة يتم خلال فصل الشتاء البارد إلى مناطق أخرى، بحثا عن الدفء وهذا لا يسمى هجرة، حيث إن الهجرة تكون من قارة إلى أخرى ومن نصف الكرة إلى نصفها الآخر، ويكون الغرض من الهجرة هو التزاوج. وأوضح الدكتور الفيفي أن الصقور من الطيور المهددة بالانقراض في الجزيرة العربية، حيث شهدت في السابق صيدا جائرا، وهي تعد من الطيور المحمية والجهات المختصة تقوم بالمحافظة عليها وتنظيم صيدها، لافتا إلى وجود أنواع كثيرة منها، ومن الصعب تربية بعض أنواعها إن لم يكن فرخا حديث الولادة.