في الوقت الذي أبدت منظمة الصحة العالمية مخاوفها من تزايد خطر انتشار كورونا جراء توافد حجاج الدول الأفريقية لمواسم الحج والعمرة نظرا للحالة الاقتصادية الضعيفة لكثير من بلدان القرن الأفريقي، أكد مسؤولون في مؤسسة الدول الأفريقية غير العربية على عدم تقليص أعداد الحجاج لهذا الموسم. وأكدت المؤسسة ذاتها أن وزارة الصحة هي المعنية في الوقاية والعلاج لكافة الحجاج على اختلاف جنسياتهم، وأن المخاوف التي أثيرت من قبل مسؤولين دوليين تنضوي تحت طائلة ضعف الخدمات المقدمة صحيا في أفريقيا، مشيرة إلى اتخاذ جملة من الخطط التوعوية والتثقيفية لاحتواء فيروس كورونا قبل دخول المعتمرين وأداء مناسكهم. ويأتي تحذير منظمة الصحة العالمية الذي أبدت خلاله قلقها على المعتمرين والحجاج وزوار بيت الله من الدول الأفريقية نتيجة لضعف الوعي وقلة الرعاية الصحية في تلك البلدان. من جهته أكد نائب رئيس مؤسسة حجاج الدول الأفريقية غير العربية سليمان القطان أن جميع المهام التي تخص صحة المعتمر والحاج تكون تحت مسؤولية وزارة الصحة من خلال الإجراءات التوعوية وخطوات الكشف قبل الدخول إلى السعودية وبعد دخولهم، مضيفا أنه لا تُوجد أي معلومات تشير إلى تقليص أعداد معتمري الدول الأفريقية لموسم رمضان والحج هذا العام. إلى ذلك أوضح ناطق الشؤون الصحية بمكة عبدالوهاب شلبي أن هناك بروتوكولات مسبقة لجميع حجاج ومعتمري الدول الأفريقية قبل القدوم إلى السعودية تحت إشراف وزارة الخارجية والبلدان الأفريقية، مؤكداً أن دور وزارة الصحة يندرج تحت تكثيف التوعية الصحية، مشيرا إلى أنه ستُطبق بروتوكولات جديدة هذا الموسم لتوعيتهم. شدد شلبي على أهمية تغيير السلوك لدى المعتمرين والحجاج خصوصا الأفارقة، في ظل ضعف الرعاية الصحية لدى بعض الدول، مشيرا إلى أن السلوك الصحيح في التعامل اليومي مع الزوار سيحد من تلك الأمراض، وأن فرق الصحة الميدانية بالتنسيق مع وزارة الحج ورئاسة شؤون الحرمين والبلديات ستزيد من طرق الوعي للزوار، مستدلا بتوزيع المطويات بجميع اللغات ووجود فريق صحي لتعليمهم عن أبرز الخطوات المتبعة في الوقاية من كورونا. وكان المدير العام للشؤون الصحية في منظمة الصحة العالمية، الدكتور كيجي فوكودا، أكد خلال اجتماع اللجنة الطارئة المعنية بمتابعة الفيروس في جنيف أمس الأول أن الوضع خطر نتيجة عدم الوصول للمصدر المسبب للفيروس، إلا أنه نفى أن يكون الوضع مستدعيا إعلان حالة الطوارئ بسبب تراجع عدد الإصابات والوفيات في الآونة الأخيرة. ولم يخف فوكودا قلق المنظمة من القادمين من دول أفريقيا إلى السعودية للحج أو العمرة، نتيجة ضعف الرعاية الصحية في تلك البلدان، محذرا في الوقت عينه من وصول الفيروس إليها لأن الوضع سيخرج عن السيطرة وسيكون كارثيا.