مؤلف حبيبتي بكماء يكشف سر الرواية الناطقة بالمقروئية

»حبيبتي بكماء« هي العبارة التي نطقها كثيرون في إطلالتها الأولى بمعرض الرياض للكتاب، قبل أن تتموضع على قوائم الكتب الأكثر مقروئية ومبيعا في المكتبات ومتاجر الكتب الالكترونية، المؤلف الشاب محمد السالم يتحدث في الحوار التالي عن تجربته في هذه الرواية، ويعلق على أبرز ما قيل عنها

»حبيبتي بكماء« هي العبارة التي نطقها كثيرون في إطلالتها الأولى بمعرض الرياض للكتاب، قبل أن تتموضع على قوائم الكتب الأكثر مقروئية ومبيعا في المكتبات ومتاجر الكتب الالكترونية، المؤلف الشاب محمد السالم يتحدث في الحوار التالي عن تجربته في هذه الرواية، ويعلق على أبرز ما قيل عنها.

1 - بداية أخبرنا عن كواليس هذا النص، شرارة فكرته، ومواقف كتابته، وبعض اللمحات التي رافقته حتى اكتمل؟

فكرة النص نابعة من مواقف حدثت معي حينما كنت أرافق مجموعة من الشباب البكم، هم شرارة الفكرة، وما جعلني أتمسك بها وأعمل عليها هو عذوبة الكلام الصامت المنبعث من إشارات أياديهم، التي تصنع صورا في الأفق، لا يراها إلا من تعلم هذه اللغة غير المكتوبة، تعابير وجوههم كانت تضيف كثيرا أيضا، وعندما استذكرت تلك المواقف جاءت فكرة النص الأساسية، ثم شرعت في تطبيقها وتشذيبها حتى وصلت للنص النهائي.

2 - حبيبتي بكماء، عنصر مشترك في قوائم القراءة، ونقاشات الإعلام الاجتماعي، وأحد الكتب الأعلى مبيعا، بعيداً عن الإجابات المتوقعة في مثل هذا السؤال، أخبرني بالسر؟

بلا شك هو التوفيق من عند الله، وهو ليس سرا يخفى عن الناس، ثم أن الكلمة الجميلة التي تستحق أن تصل إلى قلوب القراء، ستجد طريقها حتما إليهم، ولو بعد حين.

3 - «حبيبتي بكماء» عمل يتقاطع بغزارة مع المشاعر الإنسانية ويعكس واقعا مجتمعيا، ألا توافقني أن القراءة هنا تصبح عاطفية أكثر منها أدبية؟

العاطفة أمر ضروري في أي عمل أدبي، هي من تجذب القارئ ليتابع القراءة بأمل يترقبه في الصفحات القادمة.

4 - انعدام الفوارق الفنية بات سمة واضحة في كثير من الإنتاج الأدبي الجديد، ألا يزعجك أن يختلف الناس حول ما إن كان كتابك رواية أم رسالة؟

لست متيقنا إن كان يزعجني أو لا، لكن حينما ننظر للأعمال الأدبية بعمق، فإننا نجد في باطن كل رواية رسالة، وكل رسالة لا تأتي إلا من أحداث متراكمة، تشكل في نهاية المطاف حكاية من الممكن صياغتها على هيئة رواية أدبية، الشيئان يكملان بعضهما بعضا.

5 - «حبيبتي بكماء»، وقبلها «أحبك وكفى»، كيف تضمن أن القارئ لن يصنفك ضمن كتاب الروايات ذات الطابع الرومانسي، الذين يروون حكاية الحب المجردة مع اختلافات جزئية طفيفة؟

«أحبك وكفى» ليست راوية، بل عبارة عن نصوص أدبية متفرقة، وقد تتشارك العناوين بذات الصياغة، أو التركيز على جانب معين من جوانب الكتاب المختلفة، كالحب مثلًا، إلا أن ما يهمني حقا أن تكون رسالتها مختلفة، ففي «حبيبتي بكماء» نقد خفي لعادات مجتمع تتحكم في رغبات الأبناء، دون أن تستند إلى حجة واضحة تدعم موقفها من فعل معين.

6 - إحدى القراءات تصف الرواية بأنها «تراكيب لغوية رائعة وأحداث عادية»، كيف تدافع عن تهمة أنك ظلمت الدراما لصالح الشاعرية؟

3هناك أيضا عدد ممن وصفوها بأنها ممتازة من كل النواحي، وآخرون انتقدوها نقدا لاذعا، فأنت لن تستطيع أن ترضي الجميع، ولا تستطيع الحكم على أي عمل أدبي من قراءة واحدة من منظور شخص واحد، ولكن حين أرى كفة الراضين عنها ترجح على الكفة الأخرى، بميلان واضح وكبير، فإنني أستشعر الرضا.

7 - بحسب نهاية الرواية، فإن بطل روايتك هتان، كان جديرا باسم آخر هو «خذلان»، على الأقل من الناحية الموضوعية، إذ كان من الصعب استيعاب التحول المهول في شخصيته، ما تعليقك؟

للوهلة الأولى، يتصور القارئ نهاية معينة من بداية النص، مثلا، أن يتخيل أن ذاك المسكين لن يمر بأحداث مغايرة، أو بقوس عاطفي، يغيره ليصبح شخصية متجبرة، هذا ما يحدث مع بعض قراء الروايات بشكل عام، تمسكهم بفكرة واحدة يجعل من الصعب إقناعهم بالتغيير المفاجئ في الشخصية.

8 - محمد السالم، بعد عملين ناجحين، وأنظار ستراقبه بتركيز أكبر، ما جديدك المتوقع، الذي يمكن الحديث عنه الآن؟

كل ما أستطيع الإدلاء به الآن، هو أنني أعمل على إنجاز راوية جديدة بنمط مختلف عما أصدرته من قبل، ليس هناك تاريخ معين للانتهاء منها، فقد تطول المدة أو تقصر.