وظلم ذوي القربى..
الثلاثاء / 17 / محرم / 1438 هـ - 19:30 - الثلاثاء 18 أكتوبر 2016 19:30
في خبر نشرته جريدة الديلي ميل البريطانية عن دراسة أجراها عدد من الباحثين من جامعة ولاية ميتشيجان وجامعة شيكاجو وجامعة إنديانا على عينة مكونة من 104 آلاف شخص من جميع أنحاء العالم عبر الانترنت عن التعاطف مع الدول جاءت نتائجها مفاجئة حتى للباحثين أنفسهم - كما يقول الخبر - حيث جاء ترتيب الدول حسب التعاطف معها من الأكثر للأقل للعشرة مراتب الأولى كالتالي: 1- الإكوادور 2- السعودية 3- البيرو 4- الدانمارك 5- الإمارات 6- كوريا 7- أمريكا 8- تايوان 9- كوستاريكا 10- الكويت.
وقد جاءت ليتوانيا في آخر القائمة حيث كانت سبع من الدول العشر التي جاءت في آخر القائمة دولا من أوروبا الشرقية. وقد تم استثناء عدد من الدول من الدراسة لقلة العينة ومنها معظم دول أفريقيا وبعض دول أمريكا الجنوبية ووسط وغرب وجنوب غرب آسيا. والمقصود بالتعاطف في الدراسة هو الاهتمام بتلك الدول والميل لتبني وجهة نظرها.
عدة نقاط تبرز من خلال هذه الدراسة ونتائجها، أولا: استقلالية الدراسة والنتائج من أي تسييس كونها تصدر من جهة علمية بحتة مستقلة. ثانيا: قام بهذه الدراسة فريق من الباحثين من ثلاث جامعات أمريكية مرموقة ومعترف بمستواها الأكاديمي العالمي. ثالثا: احتلال المملكة العربية السعودية للمرتبة الثانية بين كل دول العالم التي شملتها الدراسة. رابعا: وجود ثلاث دول عربية ضمن الدول العشر الأولى في الترتيب وهي السعودية في المركز الثاني، والإمارات في المركز الخامس، والكويت في المركز العاشر، وكلها - وهذا هو المهم - دول خليجية. خامسا: لم تأت أي من الدول العظمى في العالم صاحبة القوة النووية وحق النقض والعضوية الدائمة في مجلس الأمن ضمن الدول العشر الأول في الترتيب باستثناء أمريكا التي حلت سابعا وليست حتى ضمن الدول الثلاث أو حتى الخمس الأول في الترتيب. بمعنى أن أهمية تلك الدول ليست حقيقية بقدر ما تفرضها القوة ويفرضها النظام العالمي المصمم لمصلحتها والإعلام المتحيز لتلميعها وإبرازها بالشكل والصورة التي يرغبون.
هذه الدراسة العلمية، الأمريكية، المستقلة، تبين مكانة المملكة العربية السعودية وأهميتها على مستوى العالم. تبين مدى التعاطف مع المملكة العربية السعودية والاهتمام بها وحبها وتقديرها بين شعوب العالم. تبين وضع المملكة العربية السعودية الحقيقي عندما يتم تحييد المواقف المسيسة والرأي الموجه والخطابات المؤدلجة. تبين من هي المملكة العربية السعودية وما هي المملكة العربية السعودية بعيدا عن الدفع والتحامل والحقد والكراهية والأدلجة والمذهبية والطائفية. هذه هي المملكة العربية السعودية وهذا هو موقعها.. دولة رائدة، وقيادة راشدة وشعب محب مسالم. والمفارقة أنه بينما يكن لنا العالم عندما يؤخذ صوته مستقلا حقيقيا قدرا ومكانة يضعاننا على رأس الهرم في التعاطف والاهتمام بالمواقف وفي وجهات النظر، نجد الأقربين رحما من الدول العربية، والأقربين دينا كإيران، والأقربين تحالفا كأمريكا هم من يترصدون لنا ويستهدفوننا ويكيلون لنا الاتهامات ويناصبوننا العداء. ينصفنا العالم ويظلمنا الأقربون، وظلم ذوي القربى أشد مضاضة.
nmjuhani@makkahnp.com