المفتي يحذر من مسلسل زنا المحارم

حذر مفتي عام المملكة عبدالعزيز آل الشيخ من محطات فضائية تسعى لبث مسلسل عن زنا المحارم في رمضان، واصفا المسلسل بـ»الداعي للفساد»، وأن على وسائل الإعلام تحذير المسلمين من المخططات الرهيبة

u0639u0628u062fu0627u0644u0639u0632u064au0632 u0622u0644 u0627u0644u0634u064au062e

حذر مفتي عام المملكة عبدالعزيز آل الشيخ من محطات فضائية تسعى لبث مسلسل عن زنا المحارم في رمضان، واصفا المسلسل بـ»الداعي للفساد»، وأن على وسائل الإعلام تحذير المسلمين من المخططات الرهيبة. وأوضح آل الشيخ في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام تركي بن عبدالعزيز بالرياض أمس، أن المسلم لديه حياء ويستحي من الله ويجب توعية المسلمين دون تصوير واقعة وكأنها واقع محسوس، إذ إن تصوير مثل هذا المسلسل ويقال فيه هذا فعل بأمه أو أخته وروايته وتصويره محرم شرعا، ويجب التحذير منه لأنه أمر خطير وقال «إن لم تستح فافعل ما شئت»، مضيفا أن على هذه القنوات التي تعرض مثل هذه الأمور أن تخاف الله وتحذر من عذابه، ويجب أن يكون رمضان دعوة للتوعية والتوجيه للخير والهدى لا للتسلية الزائفة والدعوة إلى الانحراف الأخلاقي، وهذا أمر غير جائز، مطالبا الإعلام بأن يكون خادما للشريعة لا عدوا لها، ويجب توعية الأبناء وجعل المناهج العلمية إيمانية تنطلق منها غيرة لله وعلى دينه ومحارمه. المسؤولية جماعيةوقال المفتي إن هذا المسلسل يعرض في رمضان بعنوان التحذير من المحرمات في رمضان، وأن هذا المسلسل وأمثاله، والذي بث بعضه إذا تأمله المسلم حق التأمل وجده دعوة إلى الفساد، لأنه يصور انتهاك المحرمات، من خلال التصوير السيئ الذي يحطم الحواجز ويغري السفهاء، والواجب على المسلمين التحذير من الشر ووسائله وذرائعه، مبينا أن المسؤولية الجماعية أعظمها مسؤولية الإمام العام وحاكم الأمة الذي ابتلاه الله بالرعية وولاه عليها فالله سيسأله عن تلكم الرعية، وعليه تنظيم شؤونها وأحوالها وإقامة العدل بين أفرادها وتحقيق مصالحها والسعي في تيسير أمور معيشتها، ومن حق الرعية عليه كذلك أن يولي عليهم الأمناء الذين بهم تبرأ الذمة ويؤدى الواجب وتحفظ الحقوق ويؤخذ كل منهم حقه على قدر حاله، لافتا إلى أن تولية الأكفاء الأقوياء والأمناء الذين يشعرون بالواجب ولديهم حس بالمسؤولية سيعين الراعي على حفظ رعيته، قائلا «إن خير ما استأجرتم القوي الأمين».

رعاية الأسرة

وأضاف آل الشيخ أن من المسؤولية العامة كذلك رعاية أب الأسرة زوجته وأبناءه رعاية وترتبية وتوجيها، واصفا البيت بأنه الركيزة الأولى، وعلى رب الأسرة المسؤولية العظمى في إعداد النشء عقيدة وأخلاقا وسلوكا، إذ إن الآباء مسؤولون عن زرع الإيمان في نفوس أبنائهم وحثهم على الاعتزاز بدينهم والتخلق بأخلاقهم من الصلاة ونحوها والبعد عما يسيء إلى ذلك، مشيرا إلى أن المرأة لديها مسؤولية كذلك من خلال المحافظة على بيتها وزوجها، من خلال تربية أولادها والحفاظ على عرض زوجها وماله ولا تصرف من ماله شيئا إلا بإذنه وطاعته، مضيفا أن الزوجين لديهما مسؤولية رعاية الأسرة وتربية أبنائهما، كما أن المسؤولية الأسرية هي تعاون الرجال جميعا في رعاية النساء وحملهن على الخير وحثهن على الحجاب وعدم الخروج إلا إذا دعت الحاجة حفاظا عليهن وعلى أعراضهن، مطالبا في الوقت ذاته بتسهيل أمور الزواج وعدم التغالي في المهور كلها، إذ إن تسهيل الزواج وتعاون الزوجين سينشأ من خلاله الحق ويعين الشباب على الزواج.

وسائل الإعلام

وبين أن من المسؤولية العامة مسؤولية وسائل الإعلام لا سيما في القنوات الفضائية والشبكات المعلوماتية، إذ إن مسؤوليتها عظيمة وعلى المسؤولين على هذه القنوات مسؤولية نحو دينهم ومجتمعهم في الدعوة إلى الله وحماية العقيدة ومبادئ الإسلام وأسسه والمحافظة على الأخلاق والقيم والسعي في نشرها للناس، والبعد عن رذائل الأخلاق والأعمال. وأضاف أن من واجب جهات الإعلام اتقاء الله في أنفسهم وأن يسعوا لتوعية الشباب وخدمة قضايا الأمة، وأن يهتموا بتحذير المسلمين من مكائد أعدائهم ومخططاتهم التي وصفها بالرهيبة والتي يريدون من خلالها زرع الخلاف بين أفراد الأمة وإلقاء العداوة والبغضاء وسفك الدماء بين أفرادها، إضافة إلى أن من واجب وسائل الإعلام تبصير الأمة وتحذيرها من كل المكائد التي يخطط أعداؤها لها، لضرب الأمة بعضها بعضا، وهذه الفتن المتتابعة والمصائب المتعاقبة بلاء عظيم يعود لعدم وعي الأمة. وقال إن هذه الدماء التي تراق كل يوم والفتن التي تتعاقب تعود لثقل وعي الأمة، إذ أصبح أفرادها يساقون لهذه الفتن وكأنهم قطيع من الغنم لا يعلمون أين يراد بهم، وهذه مصيبة، مطالبا المسلمين بالاستبصار بواقعهم، لأن أصحاب الفتن يريدون هلاكهم، وليكن الإعلام إعلاما صحيحا يحذر الأمة من مكائد الأعداء ويوضح لها الطريق المستقيم.