هكذا يتم تدمير الوطن!
السبت / 14 / محرم / 1438 هـ - 19:30 - السبت 15 أكتوبر 2016 19:30
نعم هذا ما سيحدث لمستقبل الشباب الذي تبنى عليه آمال وخطط المستقبل. ففي آخر زيارة للسعودية، كنت في أحد المستشفيات الخاصة وكان بجواري رجل في الخمسينات من عمره من الجنسية التونسية.
أخبرني أنه يعمل في مدينة جازان الاقتصادية وتحديدا في مشروع إنشاء مصفاة شركة أرامكو السعودية. كان سؤالي له عن عدد الشباب السعودي الموجود في المشروع، فكان رده قاتلا لي حينما قال «نحن مجبرون على توظيفهم»، فوجودهم كعدمه!.
أصبت بخيبة أمل، ليس لكونه أجنبيا، بل لما قاله لي عن شباب الوطن. أخبرني ذلك الرجل عما يحدث في المدينة الصناعية، وعن دور الشاب السعودي فيها، فهو في معظمه توقيع يغطي المستطيل الموجود في ورقة الحضور والانصراف يوميا.
وماذا غير ذلك، لا شيء سوى هذه الأشياء التي ذكرتها، وأما غيرها فيحصل الشاب السعودي على مبلغ رمزي كونه «سعوديا» فعجلة التنمية التي كان المفترض أن يقودها سعوديون أصبحت تحت مسمى السعودة والتي تدمر مستقبل الشباب بين مستطيل وورقة ومبلغ مالي.
نعم فكلمة «سَعوَدَة» أصبحت سما قاتلا لطموح الشباب الذين يحلمون أن يكونوا قيادات كبيرة في دولتنا الحبيبة. حتى أرباب العمل أنفسهم لم يبالوا بهذا الشيء، أخذوا بتطبيق القوانين وأنظمة الحكومة مسلكا لهم إلى الطريق الأسهل والأوفر ماديا. حتى إن خريجي الجامعات أصبحوا سمكة القرش في نظام السعودة.
بربكم هل يعقل ما يحدث الآن من تدمير للشباب وللمستقبل الذي سيكونون هم أساسه؟ لماذا لا يقوم أرباب العمل بتأهيل الشباب السعودي للعمل وقبل أن يوقعوا على تلك الأوراق والعقود التي وجد فيها أحد الشباب مسماه الوظيفي «عامل» وهو يملك خبرة لا تقل عن 7 سنوات.
لقد أصبح الطمع عنوانا لأصحاب تلك المنشآت التي تخدم الوطن حاضرا ومستقبلا. الشباب السعودي إن لم يحصل على الثقة أولا مع إعطاء التوجيه الصحيح فحتما سيتدمر. عندما وضعت عنوانا لهذا المقال فكرت في مستقبل السعودية وثورتها الصناعية القادمة والتي من المفترض أن يقودها الشباب، وحتما تدمير الشباب هو تدمير لوطننا الذي سيقوم على سواعد أبنائه. ندائي لأصحاب الشركات وأصحاب المنشآت الخاصة أن يستغلوا الشباب وعنفوانه لبناء مستقبل هذا الوطن الغالي.
ربما يظن بعضهم أن العمالة الأجنبية أقل تكلفة، ولكن الوطن أغلى من ذلك بكثير، ولا يحسب بالقيمة المادية إن فكرنا جيدا.
«روحي وما ملكت يداي فداه وطني الحبيب وهل أحب سواه».