قرص المجنون.. ولا تقرصيني يا نحلة!

أرأيتم كيف يكون الحديث عن عمليات السلام كلاما في كلام.. «يعني» بالعربي «كلام لا يودّي ولا يجيب».. جربناه مع إسرائيل.. نختبر النوايا..

أرأيتم كيف يكون الحديث عن عمليات السلام كلاما في كلام.. «يعني» بالعربي «كلام لا يودّي ولا يجيب».. جربناه مع إسرائيل.. نختبر النوايا.. وطلعت كل النوايا «آوت» وسجلنا هدفًا صحيحًا لم يحتسبه الحَكَم الأجنبي! وأجرينا مباريات ودية عربية عربية مع جيران الأمس واليوم.. فتحنا قلوبنا وعقولنا، بلا أهواء ولا نتوءات ولا التواءات.. فطلع لنا في البخت من لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب.. قلنا سيبونا في حالنا ونسيبكم في حالكم و»يا دار ما دخلك شر»، لكن الشر يا «حبيبي» بالعربي و»يا خبيبي» بالإفرنجي لا يترك الناس في حالهم.. مثل قديم يصلح قاعدة لمن أراد أن يبقي على حبيبه أو جاره القريب أو البعيد: «لا تقرصيني يا نحلة وانا ما أبغَى لك عسل».. أو بالعربي الفصيح الذي لا يغني فيه التلميح عن التصريح: إذا لم ينلني خيرك فاكفني شرك.. وكما قال أخونا الشاعر «الشَرُّ يبدأُ واهنًا.. والبُرجُ أوّله حجَرْ»! أقول هذا بلا مناسبة.. إنما هي الذكرى التي تنفع المؤمنين.. اليوم تئنُّ أطراف الأرض «إللي بتتكلم عربي» تحت وطأة النزاعات التي هي في غنى عنها.. لأن «شوشو» وأنا لا أقصد لا «شكوكو» ولا «شويكار» ولا أي أخ أو أخت يبدأ اسمهم الكريم بحرف «الشين».. وإنما قصدت الشيطان الرجيم الذي نشر عياله في الأرض ليقطعوا التورتة العربية لالتهامها مع شاي الظهرية أو العصرية أو عندما يأتي المساء وتغيب الشمس وراء الأوتوبيس! وإنك لتجد في تاريخ البشرية أحوالا بين الميل والاعتدال.. اختلت معها الموازين، وتقاطعت المصالح، وتلونت الرغبات.. هذا راغب في الشيء وذاك راغب عنه.. وعندما ينضج الخبز في فرننا العربي سيعرف المجنون قرصه!