العالم

اجتماعات لوزان لن تقدم حلا للأزمة السورية

تزامنا مع اجتماعات لوزان الخاصة ببحث الأزمة السورية وتحديدا الأفكار المتعلقة بكيفية إخراج حلب من أزمتها الخانقة، أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية، أنها لا تراهن على تلك الاجتماعات في تحقيق أية اختراقات على الأرض، لا سيما في ظل مشاركة الروس والإيرانيين، الذين اعتبرهما مسؤول في المعارضة «رأس الحربة فيما تشهده سوريا من كوارث». وبدا الناطق الإعلامي للهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية السفير منذر ماخوس، غير متفائل باجتماعات لوزان على الإطلاق، متكئا في نظرته التشاؤمية تلك على ما وصفها بـ»مؤشرات عيانية»، تتمثل بالتصعيد العسكري اللحظي الذي لم يتوقف عن حلب وغيرها من المناطق السورية، فضلا عن موقفي واشنطن وموسكو اللذين قدما لوزان غير معولين عليه. الطرفان الأمريكي والروسي، أظهرا في تصريحات استبقا بها اجتماعات لوزان، أنهما لا يعولان كثيرا على الاجتماعات. وهذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها وزيرا خارجية أمريكا جون كيري وروسيا سيرجي لافروف في اجتماع عقب أن علقت واشنطن مباحثتها مع موسكو نظير التصاعد الرهيب الذي تشهده حلب. ماخوس، وفي سياق تصريحاته إلى «مكة»، استغرب تغييب الدول الأوروبية الداعمة للثورة السورية عن تلك الاجتماعات، وقال إن ذلك التغييب يرسم تساؤلا كبيرا حول هذا الأمر، في وقت انتقد تصدر روسيا وإيران للاجتماعات، رغم أنهما سبب فيما يحدث من عمليات قتل وتدمير، ولا يمكن أن يكونا طرفي الصراع وجزءا من الحل في آن واحد. وشدد ماخوس على الحاجة لمقاربة ميدانية عسكرية جديدة، يكون الأمريكيون هم المحرك الأساسي لها، في ظل استمرار الجانب الروسي ومن خلفه الإيرانيون والميليشيات المذهبية والطائفية في التنكيل والبطش بحق السوريين. وأضاف «الوضع في الميدان لا يزال مرتهنا على موقف أمريكي متقدم يصد العدوان الروسي. مطلوب من واشنطن أن تنفذ عملية عسكرية داخل سوريا لوقف عمليات القصف والإبادة التي يمارسها الروس». وبدد ماخوس أية مخاوف تتعلق باحتمالية عدم إضفاء الشرعية على أي تحرك عسكري ممكن أن تتولاه الولايات المتحدة على الأرض. وقال إن ما فعله ويفعله الروس يوميا يكفي لأن يكون أي تدخل مقابل يهدف إلى حماية الشعب السوري إجراء شرعيا». قال عن مدى تفاؤله باجتماعات لوزان «نحن لا نراهن عليها في إحداث أية اختراقات في جدار الأزمة.. واستمرار التصعيد خير دليل». مشاركة روسيا وإيران «هما سبب فيما يحدث على الأرض، فلا يمكن أن يكونا طرفين في الصراع ويكونا جزءا من الحل». المقاربة الميدانية الجديدة «نعول على موقف أمريكي عسكري متقدم يكتسب شرعيته من استمرار التصعيد الروسي».