قراء الكتب الصوتية.. الجنود المجهولون
الأربعاء / 9 / جمادى الآخرة / 1438 هـ - 10:15 - الأربعاء 8 مارس 2017 10:15
خسر كثيرون إيمانهم بقوة الأدب والفن، خاصة في وقتنا الحالي الشديد الواقعية والخالي من الرحمة، إلا أنه ما زال هناك مجموعة تؤمن بالفن وجماله وقدسيته.
منهم رواة الكتب الصوتية، الذين يكونون غالبا ممثلين مسرحيين، مما يجعلهم مدركين لأهمية شخصياتهم، والتزامهم بالكلمات المكتوبة وقوة سرد القصص.
تعد طفرة انتشار الكتب الصوتية ورواجها خبرا جيدا لدور النشر، فهي الجزء الأكثر انتشارا في مجال صناعة الكتاب.
في عام 2011 نشر أكثر من 7 آلاف كتاب صوتي، وفي عام 2014 نشر نحو 35 ألف كتاب صوتي، حيث بدأت دور النشر بتوفير نسخة صوتية للكتب الجديدة بجانب كتبها القديمة.
وتعد استديوهات أمازون الصوتية هي الشركة المسيطرة، وتوفر 250 ألف تسجيل صوتي للكتب الأدبية، ويتمكن المشتركون في الخدمة من الاستماع إلى 17 كتابا في العام، وازداد عدد المشتركين في الخدمة بنسبة 40%.
كما لعبت التكنولوجيا والهواتف الذكية دورا كبيرا في انتشار الكتب الصوتية، ومن المتوقع زيادة العدد في السنوات المقبلة، وعلى الرغم من أن توثيق الأدب بدأ منذ القرن الـ19 إلا أن الكتب الصوتية بدأت مؤخرا.
بعض الكتب خاصة الكلاسيكية منها تقرأ من قبل بعض الممثلين المشاهير، مثل نيكول كيدمان التي قرأت رواية 'إلى المنارة' لفرجينيا وولف.
والممثل صامويل جاكسون الذي قرأ رواية 'A Rage in Harlem' للكاتب تشيستر هيميز.
والممثل جيرمي أيرونز سجل رواية 'لوليتا' ورواية'Brideshead Revisited'.
بينما قرأت بعض الكتب من قبل مؤلفيها، وبعض الكتب تقرأ من قبل أشخاص غير معروفين للعامة، مثل جيم دايل، الممثل البريطاني الذي استخدم صوته لتمثيل أكثر من 100 شخصية في كتب هاري بوتر الصوتية، وروبن ميلز وهو ممثل سابق الذي قرأ رواية 'Another Brooklyn'
وبعضهم موظفون في النهار في مختلف المجالات، وتكون قراءة الكتب وتسجيلها وظيفة بدوام جزئي.
وفي الجانب الآخر هناك من يتخذ هذا العمل وظيفة بدوام كامل، مثل سكوت بريك، الذي بدأ الأمر بشراء بعض أعمال شكسبير، والآن هو راو للكتب بدوام كامل، وقرأ 800 كتاب حتى الآن.
ويرى سكوت أنه يحمل مسؤولية تجاه الكاتب، لذلك يحاول جاهدا إظهار أسلوب الكاتب من خلال أدائه وإخفاء شخصيته قدر المستطاع، حيث يكون الأمر المهم هو كلمات الكاتب.
ويبدو أن الكتب الصوتية توفر فرصا وظيفية، وطريقة فنية للممثلين، حيث لا يتوجب عليهم حفظ الكلمات، أو ارتداء ملابس معينة، ولكن من الضروري التمكن من تأدية أكثر من شخصية في الوقت نفسه.
ومن المتوقع أن تزدهر صناعة الكتب الصوتية، وأن يتلقى العاملون في هذا المجال احتراما وتقديرا أكثر.