الرجال لا يغارون من بعضهم.. لكن!
يمين الماء
الخميس / 12 / محرم / 1438 هـ - 20:00 - الخميس 13 أكتوبر 2016 20:00
الرجل يغار لكن لا يثرثر، إذ إنه يفضل أن تملأ الغيرة قلبه وتفيض منه من الخزان لفناء المنزل ثم للشارع ولا أن يتكلم عنه، وإن سئل عن فلان هل غرت منه قال «لا، عادي!» ونظريته: بدلا من الثرثرة اتجه للضربة القاضية، الضربة الفعلية وليست الكلامية فالثرثرة فيها عيوب: أولا، تكشف الأهداف مبكرا، وسهل الاحتراس منها، وثانيا كرامته تداس بالأرض لو لم ينتقم!
ووفقا لأحمد رجب، فالرجل دائما يسأل عن المرأة وأسرار التعامل معها، بينما الرجل كتاب مفتوح للمرأة وتعرف أهدافه جيدا، ولذلك لا تحتاج المرأة لدليل للتعامل معه، والغيرة عند الرجال تكاد تكون معدومة من بعضهم بعضا بحسب زعم الرجال ولكن هذا غير صحيح، وهذا اعتراف ذكوري!
والرجل لا يغار في ظاهره، وإنما يغلي في داخله ثم ينفجر ببطء بالطريقة التالية: بإنكار الغيرة ليصبح الآخر وكأنه نكرة، ثم إظهار الإهمال عكس السيدات تماما، حيث إن غيرتهن تضرب فيهن، ورغم أن «الضرب في الميت حرام»، وأمام «اللي يسوى واللي ما يسوى»، وبذلك تعطي الآخر اهتماما سلبيا مما يعني أنها على بالها أصلا (حتى لو كان بشكل سلبي) عكس الرجال الذي يخلطون عدم الاهتمام غيرة كيدا وعدوانا بعدم الاهتمام أصلا!
ونظرا لطيبة المرأة فإن غيرتها مكشوفة، أما غيرة الرجل العاقل وغير العاقل، الذكي والمجنون، والمنتقم والمتناسي، الخبيث والطيب، الرديء والجيد؛ فإن غيرتهم خفية، وصعب للغاية اكتشافها، ولا تشعر بها إلا لحظات الانتقام العنيف الغريب الحقير في العلن.
والمرأة عندما تغار من أخرى فإنها تخبر صديقتها أو أختها، بينما الرجل لا يخبر صديقه لأنه - ربما - أصلا يغار منه، أو يخاف أن يربط الأخ والصديق بين الانتقام والغيرة فهو يريد أن تكون الجريمة كاملة، لا معالم فيها للغيرة، لأن الرجل عنوان البراءة الإنسانية!
أخيرا، أنصح السيدات بالاحتفاظ بهذا المقال في مكان آمن، فحتما سيحتجنه يوما ما في مواجهة الرجل الذي يرميهن - غيرة منه - بأنهن غيورات وأنه لا يهتم ولا يكترث للغيرة، فهذه شهادة رجالية «غيرانة» من الرجال على الرجال، وفي لحظة انتقام!
albarrak.a@makkahnp.com