نادرة الجاحظ تتحدى أقصوصة تشيخوف

ألف الجاحظ كتابه الشهير البخلاء غير أن قلة فقط هم من تساءلوا، هل كان الجاحظ نفسه بخيلا؟، وهو أحد الأسئلة التي لم ترها الدكتورة هيفاء الفريح الأهم الذي يجب معرفته عن هذا الاسم البارز في التراث العربي، وذلك ضمن ورقتها ثيمة الخوف في كتاب البخلاء للجاحظ، ضمن فعاليات الملتقى الثقافي الذي يديره الدكتور سعد البازعي بجمعية الثقافة والفنون

ألف الجاحظ كتابه الشهير البخلاء غير أن قلة فقط هم من تساءلوا، هل كان الجاحظ نفسه بخيلا؟، وهو أحد الأسئلة التي لم ترها الدكتورة هيفاء الفريح الأهم الذي يجب معرفته عن هذا الاسم البارز في التراث العربي، وذلك ضمن ورقتها ثيمة الخوف في كتاب البخلاء للجاحظ، ضمن فعاليات الملتقى الثقافي الذي يديره الدكتور سعد البازعي بجمعية الثقافة والفنون. الفريح ذكرت أن «البخلاء» تناول ما يعرف بأدب الطبائع، حيث عكس من خلاله صورة مجتمع كامل في مرحلة زمنية معينة، وكيف برزت هذه الظاهرة في ثقافة يعدّ فيها الكرم صفة أصيلة، وعدّت أنه كتاب يحقق مفهوم الفن الحقيقي الذي يحرك ويؤثر حتى في معتقدات وسلوكيات الناس. واستحضرت الفريح مقولة الأديب الروسي تشيخوف «الأقصوصة فن لا يرحم»، معدّةً أن الجاحظ أثبت بلغته المكثفة المحكمة أن «النادرة فن لا يرحم»، وأن أحد أسباب شهرة وتأثير هذا الكتاب تمثلت في قدرته على جمع اللغة الفنية العالية بالتحليل النفسي والأدب الساخر، حيث اعتمد على مخيلة الفنان أكثر من النقل الإخباري. وفيما يتعلق بثيمة الخوف المقصودة في ورقتها فأوضحت الفريح أن البخلاء لا يخافون من أحد، وإنما يخافون من فقد المال، أما عن كونهم لا يستمتعون به، فهذا لا يمثل مشكلة بالنسبة لهم لأن متعتهم في مجرد فكرة جمع المال والحفاظ عليه كتعزيز لفكرة الأمان.