خبراء دوليون: تحديات تواجه مستقبل الرياض التنموي وخطة تطويرها واعدة
الخميس / 12 / محرم / 1438 هـ - 14:45 - الخميس 13 أكتوبر 2016 14:45
تسابق مدينة الرياض الزمن لإنجاز تطور تنموي وحضري مستدام يحقق أحد أهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030، وبرنامج التحول الوطني 2020 بحلول ثلاث مدن سعودية ضمن أفضل 100 مدينة صالحة للعيش على مستوى العالم، ويحقق أيضا لساكنيها المتزايدين حياة ذات جودة عالية.
والزائر لمدينة الرياض حاليا يلحظ تحول العاصمة إلى ورشة عمل كبيرة لبناء مشروعات بنية تحتية وغير ذلك من المشروعات التنموية التي تلبي طموحات ورغبات واحتياجات ساكنيها الحاليين وسكان المستقبل.
وتواجه العاصمة عددا من التحديات لإنجاز هذا التطور التنموي والحضري، بعض منها مناخي وآخر ثقافي وثالث على مستوى الموارد والمصادر وندرتها، ورابع يرتبط بجودة الهواء.
فما هو المستقبل الذي ينتظر مدينة الرياض؟ وهل خطة تطويرها التنموية والحضرية واعدة؟
رأى عدد من الخبراء التقت بهم وكالة الأنباء السعودية على هامش فعاليات (يوم في الرياض) التي اختتمت أعمالها وأنشطتها بمقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك أخيرا أن عددا من التحديات التي تواجه عملية التنمية المستدامة في مدينة الرياض مشابهة لتلك التي تواجه مدنا أخرى على مستوى العالم، إلا أن بعضا من هذه التحديات يعد نادرا ومحصورا على المدن ذات البيئة الصحراوية الجافة.
ووصف مؤسس ورئيس المعهد العربي الأمريكي في واشنطن جيمس زغبي مدينة الرياض بوضعها الحالي بأنها المدينة التي تعمل، مشيرا إلى أن تطور وتنمية العاصمة بدأ من الصفر.
وقال: إن التحديات التي تواجه مدينة الرياض هي نفس التحديات التي تواجهها أي مدينة رئيسة حول العالم، وهي في كيفية الاستمرار في النمو وبطريقة منظمة تضمن جودة الحياة.
ويقول نائب الرئيس التنفيذي، مدير تطوير الأعمال في المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية العربية بات مانسينو من جانبه إن التطوير يجري حاليا في مدينة الرياض بطريقة منهجية تأخذ في الاعتبار عددا من الجوانب من خلال التفكير الجيد والتخطيط الشامل والمتطور للغاية.
ويضيف مستشار التخطيط ووزير البنية التحتية السابق بولاية فيكتوريا في أستراليا الدكتور لينزي نيلسون أن التحدي الذي يواجه مدينة الرياض وأي مدينة أخرى في المملكة هو في الفجوة بين سوق الأراضي ومتطلبات السكن، معربا عن اعتقاده بأن رؤية 2030 أوجدت تحديات وفرصا في الوقت نفسه، أحد هذه التحديات هو وصول ثلاث مدن سعودية إلى قائمة أفضل مئة مدينة صالحة للعيش على مستوى العالم. وهذا تحد كبير يجب الاستجابة له والعمل من أجله.
وأوضحت مديرة (الموئل) بالأمم المتحدة يمينة جاكتيا أن مشاركة الشباب في عملية التنمية الحضرية مهمة، ليس فقط على مستوى الأنشطة، وإنما أيضا على صعيد التصميم، مشيرة إلى أن الشباب يمثلون نسبة كبيرة من سكان المملكة، وهم في العادة مبتكرون ورواد ولديهم الكثير من الأفكار الجيدة، ويجيدون استخدام التقنيات الحديثة، ولديهم الرغبة في بناء مدن ذكية، لذلك فهم شركاء مهمون.
ويشير مدير معهد الاستدامة في جامعة موناش بأستراليا ديفيد جريجز إلى وجود عدد من التحديات أمام التنمية الحضرية لمدينة الرياض، تتمحور حول جغرافية المدينة، مشيرا إلى أن طقس المدينة يتميز بالحرارة الشديدة والجفاف، لذلك فإن مصادر المياه واحدة من القضايا المهمة. ولفت إلى تحد تواجهه الرياض، وهو التغير المناخي، مما يعني أن حرارة المدينة سترتفع وترتفع معها نسبة الجفاف في المدينة.
وأوضح أن خطة تطوير وتنمية المدينة واعدة، فعلى الرغم من كل هذه التحديات فهي خطة شاملة تتضمن تطوير وتنمية المدينة، ويجري العمل على تنفيذها، وهذا بحد ذاته أمر مهم.
وقال استشاري مشروع تطوير وادي حنيفة، رئيس مورياما تأشيما للتخطيط في كندا الدكتور جورج ستوكتون إن ما نراه الآن هو تطور طبيعي نحو الهدف الذي تتجه إليه العاصمة في المستقبل، فالبلاد تسير بطريقة جيدة جدا لصنع مستقبل لشعبها، بعيدا عن النفط والغاز.
وقال ستوكتون إن خطة تطوير العاصمة واعدة وعلامات ذلك واضحة منذ عام 1999، مشيرا إلى أن ما يحدث في مدينة الرياض ليس من قبيل التجميل والتلميع كما يحدث في مدن أخرى على مستوى العالم، وإنما له أساس متين وصلب وأكثر إنسانية وأكثر بيئية.
وأكد أستاذ التخطيط الحضري والنقل في جامعة بيركلي الدكتور روبيرت سيرفيرو أن الاستثمار الهائل في قطاع النقل بمدينة الرياض مهم جدا، ليس فقط كنظام مصمم لتنقل الناس السلس والسريع والموثوق وبأسعار في متناول الجميع، وإنما أيضا بشكل أساسي من أجل تغيير اتجاهات وأشكال نمو العاصمة حتى يتمكن عدد من الناس من الحياة والعمل والتسوق والدراسة في مناطق مراكز النقل العام في المدينة.
وقال سيرفيرو: ما نعلمه بشكل جيد أن استمرار اعتماد الأفراد على استخدام السيارات في التنقلات هو مسار غير دائم للمدينة، فيجب إيجاد بيئة تجذب الأفراد وبشكل طبيعي إلى استخدام النقل العام، وهذا أمر ممكن جدا عبر تهيئة أحياء جديدة حول محطات القطار آمنة وجذابة، بالإضافة إلى مسطحات خضراء وممرات للمشاة تربط الأفراد بجميع الأنشطة والفعاليات التي تحدث حول محطات القطار، معربا عن اعتقاده بأن رؤية المملكة 2030 مهمة من جوانب عدة، منها وجود عملية تخطيط شاملة، وأيضا الحرص على استخدامها على الجانب البيئي والاجتماعي، و'أعتقد أن هذه خطوة أولى مهمة'.
وقال الرئيس التنفيذي للعمليات في قطارات العاصمة الأمريكية واشنطن جاكا ريقا إن التحدي الذي تواجهه الرياض هو توفير نظام جيد يعمل ويلبي احتياجات الناس، ويعطيهم تجربة جيدة بشكل يدفع الناس للبحث عن المزيد من مثل هذا النظام، معربا عن أمله بأن يحقق هذا النظام الأهداف التي وضعت من أجل مدينة الرياض.
ويصف بروفيسور تخطيط النقل الدكتور أديب كنفاني من جهته التحديات أمام مشروع النقل العام في مدينة الرياض بأنها كبيرة، مبينا أن التحدي المالي يتمثل في الاستدامة المالية والاستقرار المالي لمشروع النقل العام، بحيث يكون له نمط تمويلي ثابت، سواء أكان داخليا أو داخليا خارجيا مرتبطا بالقطاع الخاص، ليكون مستديما حتى يظل ويحافظ المشروع على مستوى عال من الجودة في الخدمات.