لو اعتمدنا المطرب رابح صقر للعلاج النفسي و"الروحي"...!
خلال الأسبوع الماضي تلقيت ردود أفعال متشنجة ممن أوقعوا أنفسهم تحت مسمى «مرضى روحيين» وذلك بسبب انتقادي على استحياء للأعمال الخرافية التي يقوم بها من نصبوا أنفسهم «راقيا شرعيا» معتمدا من قبل أتباعه لصرف الأدوية الطبية دون روشته.
الاحد / 3 / شعبان / 1435 هـ - 23:00 - الاحد 1 يونيو 2014 23:00
خلال الأسبوع الماضي تلقيت ردود أفعال متشنجة ممن أوقعوا أنفسهم تحت مسمى «مرضى روحيين» وذلك بسبب انتقادي على استحياء للأعمال الخرافية التي يقوم بها من نصبوا أنفسهم «راقيا شرعيا» معتمدا من قبل أتباعه لصرف الأدوية الطبية دون روشته. أصدقكم القول بأننا لو مسحنا بطريقة جمع العينات البحثية العلمية جميع أحواش الرقية الشرعية بالبلد وعياداتها المنزلية لخرجت للعلن مخالفات أخلاقية ودينية وطبية خطيرة تصلح لأن يستعين بها كبار كتاب سيناريو أفلام الخيال العلمي في هوليود ولندن. إذا وصل الحال بالراقي طلب أشعة سينية X-ray للصدر أو مقطعية CT-scan للمخ لاكتشاف مكان «الجني» أهو في الصدر أو بين قشرات الدماغ فهذا يعني أننا على محك تخليق فصام اجتماعي على عينة سكانية ليست سهلة! إذا وصل الحال بالراقي لفتح عيادات بنفس مواصفات العيادات الطبية تقريبا من ناحية التجهيزات الطبية لممارسة أعمال الحجامة وتشريط أصابع المتداوين بالمشارط لسكب الجني مع قطرات الدم الدافئ فهذا يعني أننا أمام فتح جديد للعدوى أول من سيعاني منه عامل النظافة الذي ينظف قمامة الحي من مخلفات النفايات الطبية غير المصنفة في الكيس الأسود بما فيها من مشارط وزجاجيات حادة وقطن كلها ملوثة بمخلفات دم بشري! إذا وصل الحال بالراقي إلى إيهام مريضته بأنها ممسوسة ولا سبيل لإخراج الجن إلا بليلة حمراء بشقة مفروشة لمدة لا تزيد عن 6 ساعات تحت بند أحد أنواع الزيجات Take away فهذا يعني أننا على مشارف انهيار بالقيم الاجتماعية مصدرها توظيف وجه مسموم للتدين لانتهاك حريات النساء. أجزم بأن ما يزيد عن 90% من حالات من يدعون أنهم «مرضى روحيون» ليسوا سوى بشر عاديين لم يجبرهم للوصول لدرجة «الإسقاط الكلي» على مسببات المرض النفسي سوى ضعف قوة الإرادة وعدم قدرتهم لتجاوز أزمات إنسانية سندتها ظروف محيطة قاسية ولم يتفهمهم من حولهم أو يبدون لهم الاهتمام، أما الـ10% المتبقين من مدعي المرض الروحي فقد يعانون حقيقة من أمراض نفسية لم تصلهم أسبابهم الاجتماعية إلى عيادات الطب النفسي. إذا آمنا بأن الشياطين تسري في عروقنا جميعا بشكل طبيعي على اختلاف قدراتنا النفسية! وإذا أيقننا أن سوق الأعمال السحرية المروج لها حاليا ليست في جودتها سوى مثل جودة البضاعة الصينية المغشوشة!! لو كان السحر والعين ومس الشياطين سيفوز بتثبيطاته القوية التي يتوهم ضحاياها بها لتغلبت قوى عالم الأرواح على قوى عالم الإنس منذ زمن بعيد. ابتلاء الله أمر مقضي ومفروغ منه وقد ورد في السنة النبوية توجيهات كريمة للتحصين النفسي والتداوي بطريقة فردية دون تعليق الأسباب بالبشر، ولكن استغلال حاجات البشر النفسية من قبل سوِّق ممن يروجون بأنهم قرانديزر الرقية الشرعية يجب إيقافهم وردعهم مع تنامي الفوضى الحاصلة في سوقهم بسبب عدم التنظيم الرسمي بإعطاء تصريحات لمن يرجى فيهم الخير لنصح عباد الله وتقوية عزائمهم أمام تحديات الحياة أولا وبسبب زيادة أعداد الدجالين وآكلي أموال الناس بالباطل. والسؤال الذي أطرحه على أولئك «الرقاة»: إذا كانت جلسات الرقية تأخذ سنوات من وقت المتعالجين إلى درجة أوصلتهم بمزج التجربة الشعبية بالاستعانة بالأدوية الطبية والأشعة السينية وغيرها لترقب مجرى الجن في الجسد، وهو امتياز جنوني للرقاة البلدياتي لم تسمع عنه مراكز البحوث بمجال الطاقة، أسأل: لماذا لا يعطون المرضى فترات استراحة للرقص مع طربيات رابح صقر باستخدام الدفوف؟ فالجن المتلبس لسنين ولم يرض بكل وسائل الراقي لتخريجه قد يصرعه بإيقاعات أبو رايش فيقلب حزن المريض إلى «وناسة»! ما أود قوله إن مستشفيات العالم الأول في باريس وبكين ولندن ونيويورك قد اعتمدت الرقص كأحد الوسائل الناجعة لعلاج مرضى الصدمات والاكتئاب، كما أن بعض الجامعات الدولية فتحت مجالا لمرحلة الماجستير والدكتوراه لتخصص «معالج بالرقص»، يحصل الخريج بعد التخرج على امتيازات ومرتبات عالية في سوق العمل ولمباشرة العمل مع المرضى النفسيين والمصابين بالإعاقات الجسدية والعقلية المتنوعة.