100 كلم بين بيشة والعلاية الأكثر تسجيلا للحوادث
على امتداد 100 كلم من قمم جبال السراة وصولا إلى بيشة، وعبر أكثر التضاريس تعقيدا، يمتد الطريق الرابط بين سبت العلاية غربا ومحافظة بيشة والمراكز التابعة لها شرقا، وعلى هذا الامتداد الطويل سجلت أكثر القصص المأساوية ألما وبشاعة، في حوادث مرورية أقل ما يقال عنها أنها كارثية
الاحد / 12 / ربيع الثاني / 1436 هـ - 16:00 - الاحد 1 فبراير 2015 16:00
على امتداد 100 كلم من قمم جبال السراة وصولا إلى بيشة، وعبر أكثر التضاريس تعقيدا، يمتد الطريق الرابط بين سبت العلاية غربا ومحافظة بيشة والمراكز التابعة لها شرقا، وعلى هذا الامتداد الطويل سجلت أكثر القصص المأساوية ألما وبشاعة، في حوادث مرورية أقل ما يقال عنها أنها كارثية.
لا منقذ
وعلى الرغم من مضي عقود على إنشاء هذا الطريق إلا أنه حتى اللحظة لم يحظ بمشروع ينقذ سالكيه من مخاطره التي تزيد يوما بعد يوم لأسباب متفرقة أبرزها ضيق الطريق ومنحنياته القاتلة، ويبلغ طول الطريق نحو 105 كلم وهو عبارة عن طريق مفرد ويمتد عبر جبال وأودية منحدرا نحو محافظة بيشة مخترقا العديد من القرى والجبال بطريقة متعرجة زادت من نسبة المنعطفات فيه بدرجة كبيرة.
مفاجآت خطرة
يعد طريق بيشة العلاية من أكثر الطرق التي تحمل المفاجآت لعابريها، إذ يؤكد المواطن عليان القرني، أن الطريق مليء بالمفاجآت الناتجة عن تصميمه السيئ الذي يعج بالمنعطفات الخطرة والتي تفاجئ قائد المركبة لا سيما الذي يستخدم الطريق للمرة الأولى، وبالتالي فإن أغلب الحوادث التي سجلها الطريق في هذه المنعطفات الخطرة، إما بانحراف السيارة عن الطريق أو بالاصطدام مع سيارة أخرى وجها لوجه في المنعطف. ويضيف حسن الشهري، بأن هناك العديد من المفاجآت الأخرى على الطريق أبرزها الإبل السائبة التي تنتشر على جانبي الطريق دون رقابة من أصحابها وتفاجئ عابري الطريق بالذات المسافرين ليلا الذين تفاجئهم قطعان الإبل دون سابق إنذار. ويشير علي العلياني إلى أن التقاطعات العشوائية على ضفتي الطريق لا يتنبأ بها السائق إذ يعد الدخول المفاجئ من هذه التقاطعات أمام السيارات المستخدمة للطريق الرئيس أحد أهم هذه المفاجآت التي تتسبب في حوادث مأساوية.
زحام الشاحنات
ويقول صالح العمري إن ما يزيد من معاناة مرتادي الطريق كثرة الشاحنات والناقلات التي تستخدم الطريق بكثرة وتتسبب في زحمة شديدة عليه، الأمر الذي يجبر السائقين على تجاوزها والوقوع في حوادث مميتة في كثير من الأحيان، مشيرا إلى أن الطريق لا يخلو من الشاحنات والناقلات نظير حاجة المنطقة لنقل البطحاء والخرسانة من بيشة. ويوضح ماجد الشهري ، في أحد منعطفات هذا الطريق انكوت أسرتي بفاجعة منذ سنوات تردد صداها في المنطقة بأسرها لما تسببت فيه من ألم ولبشاعة الحادثة التي سببها ذلك المنعطف وهي أن عمي واثنين من أبنائه توجهوا من مدينة الرياض إلى محافظة النماص ونظرا لطول الطريق أدركهم الليل وهم بين بيشة وسبت العلاية وكانت أسرتنا على تواصل مع عمي وأبنائه إلا أنه لم يعد يجيب على هاتفه طوال الليل الأمر الذي دعانا إلى التحرك للبحث عنه وإبلاغ الشرطة والجهات المعنية هناك بحكم أن آخر اتصال لنا معه كان فور خروجه. ويستطرد استمر البحث طيلة الليل دون جدوى وبعد فجر اليوم التالي وجدنا سيارته انحرفت عن الطريق وسقطت تحت أحد الكباري والمؤسف أننا وجدنا عمي وابنيه قد فارقا الحياة بعد أن حاولا الزحف من السيارة مسافة طويلة طلبا للنجدة إلا أن وقوع الحادث ليلا حال دون إنقاذهم. ويقول محمد بن خلوفة لا يمكن أن يمر يوم دون أن نسمع بفاجعة على هذا الطريق وللأسف فحوادث الطريق مأساوية وقلما ينجو من كان أحد أطرافها.
مطالبات الأهالي
فيما يبدي مواطنون استغرابهم من تأخر اعتماد هذا الطريق في مشاريع المنطقة على الرغم من أهميته وكثرة الحوادث الدموية عليه وطالبوا بصوت واحد وزارة النقل بالنظر لهذا الطريق بعين الإنصاف ومنحه الأولوية في مشاريع المنطقة وتسليمه لشركة قادرة على تنفيذه، يؤكد مدير عام الطرق والنقل بعسير المهندس على مسفر، أن الطريق قيد التصميم حاليا وقد يأخذ هذا قرابة سنة وهو من الطرق التي نسعى لإدراجها في الميزانية.