مذكرات المشاهير.. وما يستحق الكتابة
تصنف المذكرات الشخصية للمشاهير أدبيا ما بين الروايات الرومانسية وروايات الإثارة، ولكن تعد بشكل عام ضعيفة أدبيا، وهذا أمر محزن لأن حياة المشاهير مليئة بأحداث خارجة عن المألوف، ويجب أن تكتب بطريقة أفضل، فمعظم المذكرات المتوفرة في المكتبات مملة ومتكلفة ولا تكشف كثيرا من أسرار حياتهم
الثلاثاء / 28 / رجب / 1435 هـ - 22:45 - الثلاثاء 27 مايو 2014 22:45
تصنف المذكرات الشخصية للمشاهير أدبيا ما بين الروايات الرومانسية وروايات الإثارة، ولكن تعد بشكل عام ضعيفة أدبيا، وهذا أمر محزن لأن حياة المشاهير مليئة بأحداث خارجة عن المألوف، ويجب أن تكتب بطريقة أفضل، فمعظم المذكرات المتوفرة في المكتبات مملة ومتكلفة ولا تكشف كثيرا من أسرار حياتهم.
اختيار الكاتب المتمكن
وهناك أربع نقاط يجب أخذها بعين الاعتبار لتحسين هذا النوع من الأدب، منها تجنب استئجار كتاب ضعاف ليكتبوا عن حياة شخصية مشهورة، فمن السهل على المشاهير استئجار من يقوم بكتابة سيرتهم نيابة عنهم، وعادة لا يتمكن هؤلاء الكتّاب من نقل مشاعر وأحاسيس المشاهير للقراء. ولكنها لا تكون دائما بهذا السوء، وسيرة أندريه أجاسي أكبر دليل على ذلك، فمن كان يتخيل أنه بإمكان المذكرة الشخصية لنجم التنس التي باسم Open، والتي كتبت ببلاغة باهرة أن تجذب الاهتمام، ويفصح آجاسي عن السبب في نهاية كتابه، فبعد قراءته لكتاب The Tender Bar، طلب من كاتبه مساعدته في كتابة سيرته، وكانت النتيجة مغامرة مذهلة لنوع تقليدي من أنواع الأدب، فلا يوجد مذكرة شخصية تبدأ بـ «عندما أفتح عيني لا أعلم أين أنا أو من أنا ..!».
التركيز على الأوقات المهمة
يشترك كل من الرئيسين الأمريكيين، بارك أوباما وبوش في أن مذكراتهما الشخصية أفضل من مذكرات الرئيس بيل كلينتون، فالفصول الأولى من كتاب كلينتون (حياتي) صادقة وبها ذكريات قوية، ولكن بعدها يدرك القارئ أنه كتاب يتألف من 1000 صحفة وفصول عديدة، فيبدأ كرواية منسوجة، ومن ثم يتحول إلى فوضى، ولكن الأمر مختلف مع كتابيّ (أحلام من أبي) لأوباما، و (نقاط القرار) لبوش، اللذين ركزا على فترات زمنية معينة فليس كل الذكريات تصنع قصة ممتعة يُكتب عنها.
الأشخاص المقربون
ومن النصائح أيضا الاستماع إلى الشخصية القريبة من الشخص المشهور، لأن الأشخاص المقربين يعرفون أسرارهم، وبعضهم لن يتردد في البوح بها، فمذكرة روبرت غيتز Robert Gates تعطي قراءة مثيرة للاهتمام عن شخصية مشهورة كتب عنها شخص مقرب للنجم، كما أن كتاب «السياسي» لـ إندرو يانج عن جون إدواردز يعد أيضا صادقا ومثيرا للاهتمام، وينطبق الشيء ذاته على المذكرات غير السياسية، فكتاب فريد لايجر عن بين وجيري مليء بالتفاصيل والإشاعات اللافتة للانتباه. معظم هذه المذكرات غير محايدة، ولها أجندة كجميع الكتب الأخرى، وعادة ما تكون الشخصية التي تدور حولها القصة، ممثلة بشكل غير عادل وقد لا يكون لها فرصة للرد، ولكنها على الأقل تقدم شيئا مثيرا وتجعل من الكتاب يستحق قيمته التي دفعت فيه.
ما يستحق الكتابة
بدأ ديريك جيتير بنشر معلومات عن كتابه، ولكن ماذا لدى ديريك ليقوله؟ فهو لم تتم خيانته، أو الإساءة إليه خلال مسيرته المهنية كفتى ذهبي، وهذا يشير إلى تفوقه في مهنته وشخصيته الفذة، ولكن لا يحتوي كتابه على الإثارة المطلوبة لكتابة قصة جيدة، ويمثل جيتير أحد مشاكل المذكرات الشخصية، فبعض المشاهير ليس لديه ما يستحق الكتابة عنه في حياتهم، ولكن شخص كجوزيه كانسيكو لديه حياة مليئة بالمشاكل، ومن الطبيعي أن يصبح حديث الجمهور والإعلام، فعندما كتب كتابه «متحمس», Juiced كانت لديه مهمة مصيرية هي السيطرة على إدمانه للستيرويد ودخله المستقبلي ومكانته الرياضية على المحك، فنتج عن تجربته الشخصية مذكرة رياضية ممتعة وثرية. قد لا تلتزم المذكرات الشخصية للمشاهير بهذه القواعد، ومع ذلك على القارئ أن يضعها في عين الاعتبار عند رغبته في شراء كتب المذكرات الشخصية، وسيبدأ السوق في نهاية المطاف بإصدار المزيد من المذكرات التي تستحق القراءة.