دور المعلم في مكافحة الإرهاب
الاحد / 8 / محرم / 1438 هـ - 18:45 - الاحد 9 أكتوبر 2016 18:45
أقام مركز اليونيسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم ندوة عن دور المعلم الوطني في مكافحة الإرهاب الأسبوع الماضي بالرياض وقد شرفت بحضورها والمشاركة بتقديم ورقة عمل عن دور المعلم في تأصيل القيم والتصدي للأفكار المتطرفة.
ولا يخفى على الجميع أهمية دور المعلم في توجيه الطلاب وتحصينهم من الأفكار المنحرفة والضالة في جميع مراحل التعليم، فهو بمثابة السلطة الضابطة المرشدة التي توجه سلوكه وتضبط تصرفاته، في حين نجد أن كثيرا من الآباء والأمهات يمنحون أبناءهم حرية كاملة فلا ضوابط ولا نظام.
وقد نبه أبوالفرج بن الجوزي في كتابه صيد الخاطر إلى خطورة هذا المسلك من الأبوين بقوله «ينبغي أن تكتم بعض حبك لولدك، حتى لا يتسلط عليك ويضيع مالك ويبالغ في الإدلال، ويمنع عن التعلم والأدب»، ولذلك فإن من أبرز مسؤوليات المعلم في مراحل التعليم المتعددة أن يؤصل لدى طلابه القيم الاجتماعية والأخلاقية، باعتبارها مثلا عليا ترتبط بالشخصية الإنسانية لا سيما وأن الطالب يقضي نحو ستة عشر عاما من عمره في رحاب مؤسسات تعليمية، لها تأثيرها البالغ على عقول الطلاب والطالبات من خلال المعلمين والمعلمات، وأيضا من خلال المناهج الدراسية.
ولقد درج الآباء في المجتمع السعودي على أن يلقوا على المعلم مسؤولية تعليم أولادهم المعايير السلوكية الحميدة، ليصلحوا للعيش في المجتمع ويسهموا في عملية التنمية.
وقد نقل عن عبدالملك بن مروان أنه كان يقول لمعلم أولاده «علمهم الصدق كما تعلمهم القرآن، وجنبهم السفلة، فإنهم أسوأ الناس ورعا وأقلهم أدبا». وقد اتسع دور المعلم وزادت أهميته في السنوات الماضية الأخيرة بسبب العولمة الثقافية وما نجم عنها من تأثيرات كبيرة على عقول الطلاب والطالبات، وأثرت كثيرا على مجريات تفكيرهم، وأصبحوا بحاجة ماسة إلى تحصين عقولهم من خلال القيم الاجتماعية والأخلاقية وهي في مجموعها مشتقة من الإسلام بوصفه منهاجا كاملا للعقيدة والقيم الأخلاقية تعتبر كل مظاهر الحياة الروحية والعقلية والأدبية والمادية كل لا يتجزأ، ولذلك فإن الفرد ينبغي أن يكون لعقله دور في توجيه حياته، ويقول الإمام حامد الغزالي «إن العقل لن يهتدي إلا بالشرع، وأن الشرع لن يتبين إلا بالعقل، فالعقل كالأساس والشرع كالبناء، ولن يغني أساسا ما لم يكن عليه بناء، ولن يثبت بناء، ما لم يكن مقاما على أساس».
ولكي ينجح المعلم في التصدي للأفكار المنحرفة وحماية الطلاب منها، فإنه يجب عليه أن:ـ
1) يلتزم الصدق مع نفسه ومع طلابه، فلا ينهى عن خلق ويأتي مثله.
2) أن لا يكون من خطباء الفتنة الذين يقولون ما لا يفعلون، والذين تنفصل عندهم الكلمة عن السلوك.
3) أن يكون تجسيدا حيا لما يدعو إليه من القيم والمثل والآداب الدينية والأخلاقية.
4) أن يربي تلاميذه بالقدوة والمواقف والأفعال وأن يكون في ذاته النموذج الطيب للسلوك الحميد، فإن التربية بالقدوة والمواقف والأفعال أقوى تأثيرا من التوجيه بالمواعظ والأقوال، وصدق الله القائل «ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا»، والقائل «كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون».
وختاما أشكر معالي مدير جامعة الطائف، مدير المركز الدكتور حسام زمان والعاملين كافة بالمركز على جهودهم المباركة في سبيل إنجاح هذا الملتقى، وأخص بالذكر الأستاذين حافظ الزهراني ومحمد العنزي.. والله الهادي إلى سواء السبيل.
aloqla.m@makkahnp.com