جاذبية الموسيقى
دوما تجذبني إلى فورة ينابيعها، فالموسيقى تتغلغل في مسامات روحي. وتستدرجني إلى كتابة الشعر، أو إلى الصمت أحياناً، فأسرح في إيقاع لغاتها الخاص.
الجمعة / 24 / رجب / 1435 هـ - 20:15 - الجمعة 23 مايو 2014 20:15
دوما تجذبني إلى فورة ينابيعها، فالموسيقى تتغلغل في مسامات روحي. وتستدرجني إلى كتابة الشعر، أو إلى الصمت أحياناً، فأسرح في إيقاع لغاتها الخاص. هناك أصوات غنائية تشبه أثر الموسيقى. ومع أنني لم أكن أفقه لغة المغني أحيانا إلا إنني أتواصل وصوته. فلقد عشقت صوت خوليو ايزجيلياس منذ مراهقتي من خلال بحثي المستمر في المذياع عما يحدث به الأثر. فوجدت صوت خوليو مع أنني لم أعرف اسمه آنذاك، لكن رقة نبرته لم تكن تفارقني، كما عشقت صوت إنيا وعزف لورينا ماكنتي كذلك، أعشق كل موسيقى لا صخب في ألحانها ولم أزل كذلك. أحببت الموسيقى الفارسية والتركية والآيرلندية وكذلك موسيقى التاي التي تحاكي الروح والوجدان. عشقت موسيقى الاسترخاء وأصوات الطبيعة كخرير الماء والأصوات المتباينة لبعض الطيور مثلا. هناك فرق بين موسيقى معزوفات الآلة الواحدة مثل البيانو أو الجيتار، أو الناي، أو القانون ومعزوفة ذات آلات موسيقية متعددة. من وجهة نظري أن الآلة المنفردة تضاعف قدرة الذاكرة السماعية على التركيز والخيال والتأمل وتبعث الإلهام. أحب معزوفات موتزارت وجيتارأوتومارليبرت وجيتار أوسكار لوبييز، أخيراً عشقت فرقة ثلاثي جبران، وفرقة ابن عربي، ورباعي طويس. قلما أجد إبداعاً لا حضور للموسيقى فيه، أشم رائحتها تفوح فتستنفر كل حواسي، تتفتح على مهل مثل وردة استوائية .كلما كتبت على أنغامها صرت أكثر هدوءا وتأنيا مني دون موسيقى، وربما كان الفرق واضحاً، بين لغة علمية بحتة ولغة أدبية تشكلها الحروف. ومثلما الشعر فالموسيقى شعر الوجدان ولا شعور الحس كذلك. وهي الإصغاء، والخيط الذي يصلنا بذواتنا، نتسلق بسلمها إلى أرواحنا وتتسلقنا. علاقة الشعر بالموسيقى تشبه علاقة الروح بغيبها. تترافق الموسيقى وكثيرا من طقوسي الحياتية لتبدو غزالتي جامحة لا حدود لمسافاتها كلما تآزر الشعر والموسيقى فتحولا بحسها إلى إلهام لا ينضب.