معرفة

صعوبة خسارة الوطن في الطرف الآخر من العالم

u0627u0644u0637u0631u0641 u0627u0644u0622u062eu0631 u0645u0646 u0627u0644u0639u0627u0644u0645
الشيء الوحيد الذي يكون أصعب من خسارة الوطن هو محاولة العثور عليه مرة أخرى، هذه هي الرؤية المختصرة التي تصل إليها من رواية «الطرف الآخر من العالم» للروائية ستيفاني بيشوب من منشورات دار أتريا بوكس، 2016. أحداث الرواية شارلوت البطلة تعاني من متاعب كثيرة، من متاعب الأمومة الجديدة، من التغييرات التي يسببها الزواج وإنجاب الأطفال، من خسارة الوقت والطاقة. زوجها، هنري، وهو من أب هندي وأم إنجليزية، لا يحب الشتاء القارس في إنجلترا ولم يعد يتحمل قضاء شتاء جديد هناك. تصل نشرة إعلانية تحث على الهجرة إلى منزل العائلة، ويعتقد هنري أنه وجد الحل لمشاكله: الهجرة إلى أستراليا. تدور أحداث الرواية في ثلاث قارات، وهي تقدم تأملا رائعا في معاني الأمومة والزواج والوطن. تتحدث الرواية عن فترة كان كثير من الرجال يهاجرون فيها إلى أستراليا، التي كانت تحاول في تلك الفترة أن تضاعف عدد سكانها بسرعة من خلال مساعدة المهاجرين البريطانيين في تكاليف السفر. عندما يحدق هنري في منشور الهجرة «يجد نفسه مملوءا بحنين غريب إلى الضياء، وكأنه كان قد زار أستراليا من قبل». في واقع الأمر، تجعله الصورة يفكر في طفولته في الهند، قبل الحرب، قبل أن يرسله أهله إلى إنجلترا، الحنين إلى الماضي فكرة تتكرر كثيرا في هذه الرواية، وهنري وشارلوت يشعران بالحزن على ماضيهما حتى قبل أن يسافرا إلى أستراليا. عندما التقت شارلوت مع هنري للمرة الأولى، كان محاطا بالكتب بكل معنى الكلمة، هنري من النوع الحالم، ولذلك فإنه معرض بكل بساطة للشعور بالحنين للوطن. أكثر شيء تفتقده شارلوت هو شخصيتها المميزة، فهي فنانة موهوبة، لكنها بدأت الآن لا تجد الوقت الكافي لتمسك بالفرشاة وترسم. تتضاعف متاعب الزوجين تحت شمس الجنوب في أستراليا بسبب العنصرية التي يواجهها هنري في عمله لأن له أصولا هندية. وعندما تنتقل الأسرة إلى (بيرث)، تلاحظ شارلوت أنها هي وزوجها يشعران بالحنين إلى حياتهما الجميلة في الوطن. وعندما يشعر الاثنان أنهما عالقان في دوامة من الضياع، يبدأ شارلوت وهنري يفكران فيما إذا كان هناك أي مكان في هذا العالم يمكن أن ينتميا إليه سوى بلدهما الأصلي، لكنهما يصران على إيجاد بديل، فهل ينجحان في ذلك؟ ستيفاني بيشوب استطاعت ستيفاني بيشوب أن تحقق نجاحا باهرا بعد نشر روايتها الأولى، «الغناء»، ووضعتها صحيفة سيدني مورنينج هيرالد ضمن أفضل الروائيين الشباب في أستراليا. حصلت ستيفاني على شهادة الدكتوراه من جامعة (كامبريدج) وهي حاليا محاضرة في الكتابة الإبداعية في جامعة (نيو ساوث ويلز).