أقبلت العجاف!
السبت / 7 / محرم / 1438 هـ - 20:00 - السبت 8 أكتوبر 2016 20:00
يبدو أن الحديث عن خطط ترشيد الاستهلاك لن ينقضي بسرعة بعد ما تم من قرارات تقشفية أولية، وسنستمر في تلقي الكثير من المحتويات التوعوية بكل النكهات التي تناقش أفضل الطرق لتقليص الصرف والمبادرة إلى الادخار، ولكن السلوك الشرائي للأفراد يصعب تغييره بسرعة لأن العملية (عادة عقلية) يحتاج الفرد لتغييرها إلى الوقت، ووضع الأهداف، والاستراتيجية ليبلغها في زمن محدد.
بما أن مرض التسوق نسائي، وقد استخدم المسوقون الناجحون كل المؤثرات والنظريات التي تبرمج فريق النساء على تعديل أمزجتهن السيئة عن طريق عصر بطاقات الائتمان و»الكاش» فقد نحتاج نحن معشر النساء أيضاً لإعادة برمجة نفسية تقوم على إلغاء متابعة أغلب المسوقين و(الفاشنيستا) كخطوة أولى، ثم البحث عن بدائل لتعديل «المود» تكون صديقة لخطة التقشف، كأن نمنح المهارات اليدوية فرصة بالاستغناء عن صالونات التجميل وعمل أغلب ما نستطيع القيام به لأنفسنا.
خلصت دراسة أجراها أستاذ علم النفس الأمريكي -راين هاويل- «أن ما يدفع الرغبة الملحة للشراء هو غريزة البقاء جزئياً»، لذلك سيكون تدريب العقل على عدم القلق بشأن نفاذ الأشياء المغرية للشراء -غير الضرورية- ذا فائدة في كبح السعار الاستهلاكي. ببساطة فكروا بأننا نعيش في عصر بعيد عما قبل التاريخ، حيث لن تختفي السلع بل ستتطور، وما لم تقتنوه هذا العام ستجدونه بعد عامين في صورة محسنة وبسعر منافس، ويوصي «هاويل» بالانتظار لمدة 24 ساعة قبل شراء السلعة مهما كانت أهميتها، ومن الطبيعي أن يوصلك ذلك لأن تفهم وتدرك مدى حاجتك للبضاعة.
«لا تلمس البضائع»
حيرني مشهد من برنامج يقتنص الناس في الشارع ويقوم مقدمه بسؤالهم عن رغبتهم في تجربة النسخة الأحدث من هواتفهم النقالة، ثم تحقيق هذا الحلم للراغبين بأخذ هواتفهم وإيهامهم بنقل جميع محتويات الجهاز إلى النسخة الجديدة التي سيقومون بتجربتها، وبعد أن يقوم أحد أعضاء الفريق بتلميع الجهاز نفسه الخاص بالشخص وتغيير الغطاء الخارجي له خلال دقائق يعيده إليه فيما يلهيه المذيع ببعض الأسئلة، والنتيجة بالمجمل كانت مفاجئة، حيث أبدى الجميع شدة إعجابهم بالموديل الجديد، والجميع وصفوه بالخفة في الوزن وصفاء الصوت والشاشة دون أن يشكوا بأنه نفس جهازهم الذي كانوا يستخدمونه منذ زمن! بل وأبدى الجميع الرغبة في الدفع مقابل أخذ الجهاز الجديد!
وهذا ما ترجمته الأبحاث حول الارتباط الطردي بين لمس البضائع وشرائها، حيث يصير الشخص شبه مالك لها بعد لمسها، ويصعب عليه التخلص من فكرة فقدانها، ما يدفعه لاقتنائها بغض النظر عن عدم احتياجه لها.
يا قوم: انجوا بريالاتكم.