الرأي

ألو... هل تسمعني؟

منى سالم باخشوين
أن نضطر لاتخاذ إجراء قد يتسبب لنا في بعض أو كثير من المضايقة والانزعاج، لأن جهة أو أخرى لا تقدم لنا ما هو من المفترض أن تقدمه، فذلك مما يجعل الحياة أصعب ولو حتى لدرجة بسيطة. الشركات التي هي في مجتمعنا موجودة لتخدمنا بمقابل، فكيف يصبح هذا المقابل هو ليس فقط لما تقدمه من خدمات، وإنما لما لا تقدمه من خدمات؟! الأسبوع الماضي كانت هناك دعوات من مشتركين في شركات اتصالات محلية لعدم استخدام خدمات الشركة لثلاث ساعات محددة يوميا لمدة أسبوع. والمشتركون يحاولون الضغط على الشركة لتحسين خدماتها أو أسعار اشتراكات معينة تقدمها لهم. لماذا تضطر شركة المفترض أنها تسعى لنيل رضا العميل إلى أن تواجه مشكلة من هذا النوع مع العملاء؟ مشكلة مقاطعة لخدماتها أو احتجاج جماعي على أسعار هذه الخدمات أو شكوى متكررة من «استغلال» أو تلاعب أو تأخير خدمات؟ أنا وأنت وغيرنا كثيرون عانينا من سوء خدمة أو أكثر من هذه الشركات وتقدم بعضنا بشكوى والبعض فقد الأمل في التغيير حتى لو تقدم بعشرات الشكاوى! والبعض قام بنقل اشتراكاته إلى شركة أخرى ولكن يظل الوضع مزعجا جدا. ليست الاشتراكات المرتفعة التي تؤخذ من المشترك هي فقط المشكلة، ولكن ضعف الخدمة التي تقدم للمشترك وبطء الإجراءات خصوصا عند مراجعة المكاتب الخاصة بالشركات هذه، والتناقض الذي يكتشفه المشترك فيما تتقاضاه الشركة من مبالغ لقاء مكالمات أو خدمة تجوال. مثلا، تستغرب إحدى العميلات لإحدى هذه الشركات من أن الشركة تقاضت منها ومن أختها نفس المبلغ على التجوال أثناء السفر مع أن هذه العميلة اتصلت من رقمها ببلدها عدة اتصالات وأجرت مكالمات، وهذا يعني مزيدا من المبالغ التي عليها دفعها، أما أختها والتي سافرت معها إلى نفس الدولة ولنفس الفترة لم تستخدم رقمها إلا لاستقبال المكالمات فقط. دفعت كلتاهما نفس المبلغ للشركة، فكيف يحدث ذلك وهناك اختلاف في الاستخدام بهذا الشكل؟! قلت في مقالات سابقة لي هنا: إن الانتماء للوطن سيكون عندما نشعر بأن هناك من يحترم احتياجاتك البسيطة. أن يكون لديك هاتف متنقل ولا تشعر بأن شركة أو أخرى تتلاعب بك من أجل ذلك وتستغلك لبعض الوقت، فذلك من احتياجاتك البسيطة. «ألو يا هيئة الاتصالات! هل تسمعينني؟» هذا ليس لأنني أرغب في إجراء مكالمة معك يا هيئة الاتصالات ولكنه للاستغاثة... فهل تسمعينني حقا؟ هل تشعرين بما يحدث؟ وهل ستفعلين شيئا لتحسين الوضع و... السمعة؟ mona.s@makkahnp.com