ارحموا راتب عضو هيئة تدريس قلّ!
سنابل موقوتة
السبت / 7 / محرم / 1438 هـ - 20:00 - السبت 8 أكتوبر 2016 20:00
كانت الجامعات السعودية تجد صعوبة في المنافسة مع الجامعات الخليجية في استقطاب أعضاء هيئة التدريس الأكفاء من الخارج، لأن الرواتب والمكافآت والامتيازات التي يحصلون عليها لا تقارن بما يمكنهم الحصول عليه في السعودية.
وحين أقول «كانت» فإني لا أعني أن الأمر قد تغير وأصبح من الماضي، وكل ما في الأمر أني أريد القول إن الأمر الآن قد أصبح أسوأ بعد القرارات الخاصة بإلغاء البدلات، وأصبح العمل كعضو هيئة تدريس في الجامعات السعودية أمرا لا يغري أحدا لا في الداخل ولا في الخارج، اللهم إلا أولئك الذين لا تعنيهم الأموال ولا تهمهم الرواتب، وهم فئة لا وجود لها في أي مكان في العالم.
وقد كان متأملا أن يتم تحسين سلمهم الوظيفي، والحقيقة أن القرارات الأخيرة كشفت أنه كان سلما متهالكا من الأساس، لأنه يعتمد على البدلات، شأنهم في ذلك شأن من تبخرت رواتبهم فجأة، كفانا الله وإياكم مفاجآت أخرى من هذا النوع.
غير أعضاء هيئة التدريس أمرهم واضح ويعرف الجميع معاناتهم، لكن المشكلة أن عضو هيئة التدريس حوله هالة تجعل الناس لا يعتقدون أنه يعاني من مشاكل مالية تتعلق برواتبه وترقياته، وحتى مشكلة احتساب سنوات الخبرة التي لا تبدأ إلا من «محاضر» فأعلى، أي إن سنواته كمعيد لا تدخل ضمن هذه الحسبة ولا ضمن سنوات خدمته، لكن المطمئن في الأمر أنها تحتسب ضمن سنوات عمره.
وعلى أي حال..
قد يعتقد البعض أن الحديث عن رواتب أعضاء هيئة التدريس في الجامعات حديث لا يهم، وأن بإمكانهم تدبر أمورهم، لكن الحقيقة أن هذا مؤشر خطير جدا، حين لا يعود العمل في الجامعات مغريا فإن العمل فيما دونها سيكون أقل إغراء، ويفترض ـ والله أعلم ـ أن أي دولة تخطط لمستقبل أفضل فإن نوعية التعليم المقدم في جامعاتها ونوعية أعضاء هيئة التدريس من الأمور التي لا يجب التقليل من شأنها. وأتمنى ـ وأظن ـ أن المستقبل سيكون أجمل، لكني لا أعلم كيف سيحدث هذا!