وفد بنو عبدالقيس في السنة السابعة للهجرة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في المدينة المنورة معلنين إسلامهم، عادوا بعدها إلى الأحساء ليضعوا اللبنات الأولى لمسجد جواثا، والذي شهد ثاني صلاة جمعة في الإسلام، ولم يتبق من مساكن أهلها اليوم أي أثر سوى المسجد. ويؤكد الباحث في التراث العمراني عبدالله الشايب أن منطقة الجواثا بهذا المسجد الذي بني فيها تحمل دلالة دخول الإسلام بها وانتشار فكر التسامح والسلم بها، ويضيف «حينما دخل أهل الأحساء بنو عبدالقيس الإسلام طوعا، بنوا حياة حضارية بتاريخ يعود إلى7 آلاف سنة، وأسسوا مجتمعا مستقرا، وعندما بنوا مسجدهم، خططوا لبيئة متحضرة فأصبح المسجد مدرسة عمرانية لتخطيط المدن الإسلامية الجديدة لاحقا». ويشير الشايب إلى أن منطقة الجواثا كانت منطلقا لفتح العراق أولا، ثم الشام وشرقا لبلاد فارس، ولأنها تقع على طريق القوافل القديم وطريق التمور والتوابل، فإنها تمثل منطقة إشعاع وحاضرة علمية ومعرفية، مشكلة موروثا تراثيا وتاريخيا يعيش في وجدان أهل المنطقة. وبُني على مساحة متوسطة تقدر بأكثر من 600 م2، وحافظت الهيئة الملكية على طراز بنائه القديم، الذي يتكون من أقواس ومحاريب وأروقة، بالطريقة نفسها التي وجد عليها بعد أعمال الحفر والتنقيب، ويقع البناء في الجزء الشرقي من الواحة، وتفصله عن بلدة المقدام المجاورة له مسافة قصيرة، وتحولت المنطقة إلى متنزه سياحي ترفيهي، وخصص جزء منها للاستثمار الذي لم يكتمل بعد.