خطر المساج
دائما ما تكون المشاغل النسائية مقصدا للنسوة والفتيات اللاتي ينشدن الجمال والاسترخاء والرفاهية، ومؤخرا تحولت لعامل جذب مهم للنساء بكافة الأعمار لتعدد الخدمات التي تقدم لهن
الاحد / 19 / رجب / 1435 هـ - 23:15 - الاحد 18 مايو 2014 23:15
دائما ما تكون المشاغل النسائية مقصدا للنسوة والفتيات اللاتي ينشدن الجمال والاسترخاء والرفاهية، ومؤخرا تحولت لعامل جذب مهم للنساء بكافة الأعمار لتعدد الخدمات التي تقدم لهن. ومن بين الخدمات التي أصبحت تقدمها المشاغل مؤخرا للنساء خدمة المساج المتعدد مثل مساج الاسترخاء أو ما يدعى (الطبي). والمساج كما هو معلوم تدليك بالضغط على الجسم سواء كان هذا الضغط منظما، غير منظم، ثابتا، متحركا (سواء توتر أو حركة أو اهتزاز)، سواء عن طريق الأيدي أو بأجهزة آلية. وهنا تكمن المشكلة فيما يختص بالمشاغل النسائية حيث تقوم العاملات غير المتخصصات بعمل المساج للنسوة أو الفتيات الراغبات لمدة ساعة بمبلغ يتراوح بين 250 ريالا و300 ريال. دون أن تسأل المستفيدة عن حالتها الصحية ومدى تحملها للمساج لمدة ساعة. وعلى الرغم من أن الأمانات والجهات الرقابية المختصة تقوم بدور محدود في هذا الاتجاه إلا أن عاملات مشاغل حظين بشهرة كبيرة في عمل المساج وخاصة من الجنسيتين الفلبينية والمغربية.
الربح هدف أساس
تقول إحدى العاملات المستقدمة كخبيرة تجميل: إن النساء يرتدن المشغل غالبا في أيام المناسبات، وفي حال وجود ازدحام بالمشغل نقوم كفريق عمل بمساعدة زميلاتنا بجميع الأقسام من قص وصبغ وعمل «التساريح والمكياج» وما إلى ذلك ويعود ذلك إلى الربح المادي الكبير في تلك الأيام. وبعض السيدات رأيهن إيجابي حول هذه الأعمال إذ تقول مزنة الحواس: إن المساج ضروري ومهم، مع كونه في مكان نسائي آمن ومريح والأهم من كل هذا وذاك أن تكون المختصة بعمل المساج صاحبة شهادة وخبرة وليست مجتهدة. وأما ليلى الكثيري فتقول: لا يمكنني أن أعفي هذه العاملة التي تعمل بغير تخصصها من المسؤولية على الإطلاق، لكنني أعتقد أن السبب المباشر لهذه الأعمال التي تقوم بها العاملة هم بعض أصحاب المشاغل الذين يهدفون إلى الحصول على المال بأي طريقة كانت والضحية نساؤنا وبناتنا.
الدين يـُحرم ذلك
وتقول نورة السبعان: لا بد أن تكون هناك رقابة على هذه المشاغل من حيث الخدمات التي تقدمها، وهل صرح للمشغل بها أم لا؟، وأيضا من الناحية الدينية فأنا أشعر أنه عمل غير جائز، لأن المرأة تتكشف أمام المرأة التي تقوم بهذه الخدمة، لا بد من التشديد أيضا على أن تكون العاملة متخصصة في قص الشعر والصبغة لأن بعض المشاغل تجعل الزبونات مجالا للتجربة. وتوافقها الرأي نورة الشعلان التي ترفض وجود مثل هذه المشاغل بحجة أن ضررها أكثر من نفعها، وخاصة إذا كانت العاملات غير متخصصات مما قد يؤثر على صحة النساء.
السكوت جريمة
وتقول الآنسة جميلة المطيري «صاحبة تجربة سابقة في هذا المجال» مثل هذه التجاوزات لا تحدث في كل المشاغل ولكن في بعضها. وهناك تستر تجاري على أعمال المشاغل غير القانونية والمنتشرة بكثرة، والسكوت عن تلك الممارسات جريمة، وبلا مبالغة فإن غالبيتها من الجنسية الفلبينية المختصة في هذا المجال. والمشاكل الكبرى تنتج عن بيعهن مستحضرات تجميل مقلدة وأيضا بأسعار تفوق الخيال، وذلك بجانب طريقة دخول بعضهن غير الشرعية للسعودية تحت ستار الحج أوالعمرة.
مخاطر صحية
ويحذر رئيس قسم إعادة التأهيل والعلاج الفيزيائي في مستشفى العين بالإمارات الدكتور طلال الخزرجي، من أن أي حركة غير طبيعية أو أي ضغط شديد أو شد قد يؤدي إلى تمزق أحد الأوعية الدموية وحدوث نزيف أو جلطة أو التواء في الحبل الشوكي، مما يؤدي إلى شلل الأطراف العلوية أو تمزق في إحدى العضلات أو كسر في الفقرات العنقية للأشخاص الكبار في السن أو الذين يعانون من هشاشة في العظام. ومن أعراض المساج الخاطئ للرقبة، ألم شديد ومفاجئ بالرقبة والرأس وصعوبة في الكلام أو التمييز وفقدان التوازن والصــداع وتنميل اليدين وضبابية الرؤية، فإذا أحس المريض بأي من هذه الأعراض عليه مراجعة الطبيب فورا. وتوجه الخزرجي بمجموعة من النصائح منها: حسن اختيار المدلك وأن لا يسلم الأشخاص أجسادهم لمن يعبث بها وألا يبخل الإنسان على نفسه في العلاج وأن يختار الاختصاصيين المهرة في المساج والتدليك، وتكثيف الرقابة الصحية والطبية على أصحاب المراكز الطبية والصالونات بتنسيق مع هيئات الصحة والبلديات. ونبه وسائل الإعلام لأهمية توعية الأفراد والجمهور. وتؤكد الدراسات أن أحد الأسباب الرئيسة للإصابة بالجلطة الدماغية أوالوفاة للأشخاص من سن 20 إلى 45 تمزق أحد شرايين الرقبة نتيجة طقطقة الرقبة والتدليك الخاطئ، وأن نسبة 14 % إلى 16 % من الأشخاص ممن أصيبوا بالجلطة الدماغية كانت ناتجة عن تدليك أو مساج خاطئ للرقبة أيضا. وأشار الخزرجي إلى أنه مجرد سماع كلمة مساج أو تدليك يعطي شعورا بالراحة والارتخاء وتخفيف الضغط اليومي، وللمساج فوائد صحية ونفسية منها تنشيط الدورة الدموية وتقوية العضلات وإزالة التعب والإجهاد وتخفيف الضغط العصبي والقلق، ودخول كمية من الأكسجين إلى الجلد، وهو محفز للجهاز اللمفاوي.