ترانزيت الممرضين الأجانب

أقر مسؤولون في قطاع التمريض السعودي بتسرب الكوادر التمريضية من الأجانب المهرة بصورة مستمرة ما يهدد بعدم استقرار هذا القطاع، رغم الجهود المبذولة

u0625u0644u0647u0627u0645 u0633u0646u062fu064a

أقر مسؤولون في قطاع التمريض السعودي بتسرب الكوادر التمريضية من الأجانب المهرة بصورة مستمرة ما يهدد بعدم استقرار هذا القطاع، رغم الجهود المبذولة للإبقاء على تلك الكوادر، ورغم المزايا الوظيفية التي تفوق مزايا كادر التمريض السعودي. وذكرت استشارية ومؤسسة المجلس العلمي للتمريض في الهيئة السعودية للتخصصات الصحية الدكتورة صباح أبو زنادة لـ»مكة» أن معدلات التسرب للممرضين الأجانب تتفاوت لتصل إلى 20 % في بعض المستشفيات. ومن يبقون في السعودية لا ينشدون البقاء وإنما قد يكونون فشلوا في اجتياز الاختبارات المهنية التي تؤهلهم للحصول على عقد عمل في الخارج، وبالتالي أعتقد أن من يبقون هنا هم الأسوأ، ومن يغادرون أفضل منهم، وبما أن السوق محكومة بسياسة العرض والطلب، فإننا إن لم نقدم لهم عرضا أفضل فستظل السعودية محطة عبور وورشة تدريب للممرضين الأجانب.

إدارة عقيمة

وقالت: «إن إدارة الموارد البشرية لدى وزارة الصحة عقيمة، ولا توجد استراتيجية لتنميتها، لتستقطب وتستبقي الكوادر المؤهلة أكاديميا ومهاريا وسلوكيا، والممرضون الحاصلون على تصريح لممارسة المهنة حين يتم التعاقد معهم من دول غير متقدمة طبيا كالهند أو الفلبين، ليسوا مؤهلين بالقدر الكافي لتدريب أبنائنا من السعوديين حديثي التخرج رغم أن ذلك لا ينطبق على الجميع بالتأكيد. وواضح أن الهدف الأساسي للممرضين الجيدين من القدوم للعمل بالسعودية هو الحصول على الخبرة والتدريب الكافيين لتأهيلهم للحصول على عقد عمل في أمريكا وأوروبا، ليحصلوا لاحقا على الجنسية هناك ويجلبوا أسرهم. وأقترح مزيدا من التحسين في سلالم الرواتب وبيئة العمل والحوافز والتعليم المستمر كي يتم إغراؤهم بالبقاء.

الممرض السعودي

وأضافت «ورغم حاجتنا للتمريض الأجنبي، فلا يجب نسيان حقوق الممرض السعودي، فإن كانت الرواتب الأساسية لبعض الممرضين الأجانب أقل من نظرائهم السعوديين، فإن البدلات التي يحصلون عليها تجعل رواتبهم أعلى، في حين أن الممرضين من أوروبا وأمريكا وجنوب أفريقيا يتقاضون رواتب ضعف الراتب الأساسي للسعودي«.

التشجيع على البقاء

من جانبها، قالت المدير العام للتمريض في الوكالة المساعدة للخدمات المساعدة في وزارة الصحة إلهام سندي لـ»مكة» «يشكل التمريض الأجنبي 45% من إجمالي الكادر التمريضي في السعودية البالغ 83 ألف ممرض وممرضة، ونسعى جاهدين لجعل بيئة التمريض السعودي جاذبة للأجانب، ولا نستقطب إلا من لديهم أربع سنوات خبرة على الأقل وكذلك الحاصلين على ترخيص بمزاولة المهنة من بلدانهم وترخيص من هيئة التخصصات الصحية السعودية». وزادت «ولا شك أن الحصول على جنسية أجنبية هي أحد أهم المغريات التي تقدمها شركات التعاقد للمستشفيات الغربية لاستقطاب الممرضين الأجانب، خاصة للعمل في مناطق تفتقر للخدمات. ولدينا خطة لتشجيعهم على البقاء في السعودية ترتكز على جانبين مهمين، أولهما تحسين بيئة السكن لهم في جميع مناطق السعودية، والآخر تحسين سلالم الرواتب.

سلالم رواتب أعلى

بدوره يرى المدير المالي والإداري في الوكالة المساعدة للخدمات المساعدة في وزارة الصحة محمد العصيمي في حديثه إلى «مكة» أن الكادر التمريضي من الجنسية الفلبينية يشكل النسبة الأكبر بين من يعملون في هذا القطاع بالسعودية، لكن منهم من لا يجددون عقودهم نتيجة لحصولهم على عقود عمل من شركات تعاقد كبرى لمصلحة مستشفيات في أمريكا وأوروبا تشترط لتوظيف الممرض الفلبيني عمله في السعودية تحديدا لمدة ثلاث سنوات. ورغم جهود الوزارة للاحتفاظ بهم وإبقائهم في السعودية، إلا أن الإقرار بنجاح تلك الجهود يحتاج إلى دراسة وأرقام واضحة.