التقدم للخلف!
لو رزقك الله بمولود، وكان في عامه الأول ذكياً، يمتلك ذكاء وعبقرية من هم في السنة العاشرة من أعمارهم، فمن المؤكد أنك ستفرح به وستتغنى به وبقدرتك العجيبة على إنجاب العباقرة.
الجمعة / 17 / رجب / 1435 هـ - 22:30 - الجمعة 16 مايو 2014 22:30
لو رزقك الله بمولود، وكان في عامه الأول ذكياً، يمتلك ذكاء وعبقرية من هم في السنة العاشرة من أعمارهم، فمن المؤكد أنك ستفرح به وستتغنى به وبقدرتك العجيبة على إنجاب العباقرة. ولكن لو أن هذا الطفل وصل لسن العاشرة وهو لا يزال يمتلك نفس عقليته عندما كان في عامه الأول سيكون في حينها طفلاً عادياً مثله مثل غيره، وستركز حينها على سرد قصص ذكائه عندما كان صغيراً، لأنه ليس لديه ما يثير الفخر في هذا السن، ولا يفعل أي شيء يختلف عما يفعله أقرانه. ثم تخيل معي أن هذا الطفل لم يعد طفلاً بل أصبح شاباً في الثلاثينات من العمر ولكنه لا زال بنفس عقليته التي ولد بها، أي أن له عقل طفل عمره عشر سنوات، سيكون لا بد لك من الاعتراف بأنه متخلف عقلياً وإذا لم تقرّ بهذه الحقيقة، أو لم تلاحظها فإنك أنت المتخلف المريض الذي تحتاج للعلاج. هذه المقدمة الطويلة والمملة هي أقرب مثال يمكننا أن نشبه به الوضع الخططي والتنموي للدول التي لا تريد أن تغير أساليبها وأنظمتها وقوانينها وتشريعاتها لمواكبة متطلبات عصرها، ما قد يكون جميلاً ورائعاً ومثالا على التقدم في فترة ما، قد يكون نفسه دليل تخلف في فترة أخرى.. في سباق العالم الذي يتحرك للأمام، فإن بقاءك في مكانك يعني أنك تتقدم وبخطى ثابتة نحو المركز الأخير!