الزواج علاقة إنسانية سامية
علاقة الأزواج ببعضهم علاقة عميقة الجذور، حثت عليها جميع الأديان السماوية ورسخت قواعدها الشريعة الإسلامية، فهي أكبر من علاقة جسدية أو لمجرد مصلحة دنيوية كتفريخ الأطفال أو لعادات اجتماعية وديكور مجتمعي.
الخميس / 16 / رجب / 1435 هـ - 22:15 - الخميس 15 مايو 2014 22:15
علاقة الأزواج ببعضهم علاقة عميقة الجذور، حثت عليها جميع الأديان السماوية ورسخت قواعدها الشريعة الإسلامية، فهي أكبر من علاقة جسدية أو لمجرد مصلحة دنيوية كتفريخ الأطفال أو لعادات اجتماعية وديكور مجتمعي. ولهذا لا بد أن يعي الزوج تلك المقاصد النبيلة والعلاقة الإنسانية السامية ويتدبر الآيات القرآنية حسن التدبر والفهم حتى تتعمق العلاقة الزوجية بينه وبين شريكة حياته ونصفه الآخر فلا يعكر حياتهما أي سبب كان وتستمر على الحب والرحمة والسكينة. فالكثير من المشاكل الحاصلة في واقعنا بين الأزواج سببه عدم الفهم لبعض الآيات القرآنية والأدلة الشرعية، فتضيع المقاصد والمصالح، وبها يحصل الطلاق وتشتت الأسر ويضيع الأبناء. ومن ذلك أن كثيرا من الرجال يفهمون إباحة الله تعالى للتعدد فهما خاطئا فيأخذون بالجزء من الآية ويتركون الجزء الآخر، فتجد منهم من يقوم بالتعدد لمجرد التعدد، لأن في تفكيره أن ذلك حق من حقوقه دون النظر لمقدرته على بناء أكثر من أسرة فيكون الظلم الذي حرمه الله تعالى على العباد. ومنهم بمجرد مرض الزوجة أو عدم مقدرتها على الإنجاب سارع إلى الزواج من أخرى دون صبر وتريث ومراعاة لنفسية شريكة حياته وحبها له وتعلقها به، وقد يفاجئها بامرأة أخرى دون علمها، فتكون العلاقة بينهما على شفا جرف هار. ومن الناحية الأخرى نجد أيضا كثيرا من النساء ترى في زوجها أنه صرافة نقود، فبمجرد وقوعه في وضع مادي صعب بدا عليها التجهم ولجأت إلى إثارة المشاكل في المنزل بسبب وبدون سبب حتى تحيل الحياة إلى جحيم. ومنهن من إذا مرض زوجها بمرض، قدره الله تعالى عليه من حادث ما، أظهرت بعدها وجزعها من مرضه وعجزه. فلا بد أن يفهم الجميع أن العلاقة الزوجية علاقة إنسانية حقيقية بين شريكين شراكة متصلة، والشراكة هذه تعني الحياة بحلوها ومرها، كل يسابق الآخر إلى تقديم الأفضل دون أن يشعر أحدهما بأنه تفضل على الآخر بشئ. ومن أجل الاستمرار والسعادة والرضا لا بد من وجود عناصر ثلاثة في كل منهما ذكرتها الآية الكريمة، ألا وهي الحب والرحمة والسكينة.