باعشن: مقولة العقل العربي عاجز مدمرة للنشء
الثلاثاء / 3 / محرم / 1438 هـ - 20:15 - الثلاثاء 4 أكتوبر 2016 20:15
أوضحت الناقدة الدكتورة لمياء باعشن أنه في أيامنا هذه ترتفع وتيرة انتقاص الغرب للعرب والمسلمين، بل إنهم يقللون من قيمة العرب على مقياس الإنسانية.
وأردفت في محاضرتها التي ألقتها مساء أمس الأول بالنادي الأدبي الثقافي بجدة تحت عنوان «من الصفر إلى الصفر: لا شيئية العرب» بأن التحديات التي تضعهم على محك استحقاق العيش على هذه الأرض تزداد، مؤكدة أنه بهذا المنطق هم الشعب الوحيد الذي يجب عليه أن يثبت نفعه للحياة وإلا فليغادرها.
التأثير على الشباب
واستدركت أن «الأسوأ من هذا كله أن تتسرب هذه الآراء البغيضة إلى آذان الشباب العربي، فيرددونها غير عابئين بخطورتها، ويتهكمون على ماضيهم وحاضرهم، وينقمون على من خدعهم بأكذوبة كبرى اسمها الحضارة العربية».
وأضافت «معظم هؤلاء الشباب يعيشون ويدرسون في الخارج، وربما كانوا يواجهون هذا الخطاب الذي ينجح في إقناعهم بعدم جدواهم ويحبطهم، ولكنه يجد صدى في أنفسهم، ذلك لأنهم لم يقرؤوا ولم يكلفوا أنفسهم بجهد الاطلاع حتى يناقشوا ويحاججوا، فيخنعوا وينقموا بسهولة».
وأشارت إلى أن تعزيز مقولة «العقل العربي عاجز عن إنتاج المعرفة» هي أخطر تدمير للعقل العربي، وعندما نعلي من شأن الإنجازات العلمية القديمة ونشيد بها، فنحن نضع المثال أمام النشء ونحفزه بالأسوة، لكن المعول الذي يستهدفنا يضرب في الجذور ويقتلع قناعاتنا حتى بما استطعنا إنجازه في العصر الذهبي العربي.
شهادات غربية
وأشارت إلى بعض الشهادات التي تغنى بها الغرب بالعرب: فبرنارد لويس في كتابه «العرب في التاريخ» قال: (إنهم ثورة في تاريخ الإسلام تماثل الثورة الفرنسية والثورة الروسية في أهميتها)، وأوليجر ابار هو الذي صور المنجزات الثقافية والتراث الثقافي للعرب في كتابه عبقرية الحضارة العربية، وزيجريد هونكه هي التي قالت في كتابها شمس العرب تسطع على الغرب (إن هذا الكتاب يرغب أن يفي العرب دينا استحق منذ زمن بعيد)، وجوستاف لوبون هو الذي قال في كتابه الحضارة العربية (إن العرب هم من مدنوا أوروبا) وغير هؤلاء كثير.
أين إسهامات الأمم الأخرى؟
وتساءلت باعشن «إذا كانت تلك الحضارة إسلامية، فلماذا لا يحاسب على ضياعها غير العرب وهم الذين حافظوا عليها؟ لماذا يقفون وحدهم اليوم في مواجهة العالم ليحاسبهم على عدم قدرتهم على استرجاع ماضيهم العلمي التليد، وليطالبهم بإثبات أحقيتهم في الحياة؟ أين إسهامات الأتراك والأفارقة وكثير من الشرق آسيويين، بل وغيرهم من شعوب الأرض من أهل الحضارات البائدة، في اختراعات العصر الحديث وفي خدمة البشرية؟»