وسائل التواصل الاجتماعي غرف عمليات للمتطوعين

بعيدا عن الأضواء، وصخب البيانات، شمر نفر من الشباب عن سواعدهم، واقتحموا مواقع الضرر، طارقين أبواب المنازل المحاصرة بمياه السيول في مكة المكرمة، يمدون أيدي المساعدة، لا يرجون بريقا إعلاميا، ولا أجرا سوى مساعدة المحتاج

u0623u062du062f u0627u0644u0623u062du064au0627u0621 u0627u0644u0645u062au0636u0631u0631u0629 u0645u0646 u0633u064au0648u0644 u0627u0644u062eu0645u064au0633 (u0631u064au0627u0646 u0645u0638u0647u0631)

بعيدا عن الأضواء، وصخب البيانات، شمر نفر من الشباب عن سواعدهم، واقتحموا مواقع الضرر، طارقين أبواب المنازل المحاصرة بمياه السيول في مكة المكرمة، يمدون أيدي المساعدة، لا يرجون بريقا إعلاميا، ولا أجرا سوى مساعدة المحتاج. كان هذا حال الفرق التطوعية في جمعية مراكز الأحياء بمكة المكرمة والتي يصل عددها إلى نحو 22 فريقا تضم بين أفرادها العشرات، انتشروا في أغلب الأحياء المتضررة، منهم من ساعد في سحب المركبات، ومنهم من أنقذ غريقا، وفريق سخر جهوده في المرور على المنازل للمساهمة في فك الاحتجازات، ورفع الأثاث المبتل. يقول منسق الفرق التطوعية في الجمعية حسن علي، «لدينا جروبات تطوعية في وسائل التواصل الاجتماعي، وبمجرد هطول الأمطار تفاعل المتطوعون، وأصبحت تلك الجروبات أشبه بغرفة عمليات يستسقي منها المتطوعون معلومات عن مواقع الأحياء المتضررة، ومن ثم الانطلاق صوبها لمساعدة المحتاجين والمتضررين». يضيف علي، «تم وضع خطة ترميم المنازل، وهي الخطة التي تنفذ بعد انتهاء الأمطار، بحيث تنفذ فرق ميدانية جولات على المنازل التي تكون متضررة، ويتم سؤال ملاكها عن مدى احتياجهم للمساعدة، وعلى الفور نقوم بعملية الترميم، من رفع الأثاث وإصلاح الأبواب المتكسرة، وهذه مرحلة أولية، بينما المرحلة الثانية تتمثل في ترميم المنازل وطلائها، وترميم الجدران المتهدمة». وأبان منسق الفرق التطوعية، أن هناك جهات تدعمهم في عمليات الترميم، فمثلا محال الدهانات تسهم بإعطائهم دهانات بالمجان، وهناك رعاة لجمعية مراكز الأحياء يدعمون ماديا، بجانب أشخاص يدعمون لفعل الخير. وكشف علي، عن توجههم لوضع قاعدة بيانات تضم كافة الأعضاء المتطوعين المشاركين في أعمال التطوع، ليكون هناك تنظيم أفضل في استدعائهم، وقت الحاجة، مبينا أنهم بصدد عمل شراكات مع عدد من الجهات المعنية كالدفاع المدني وهيئة الهلال الأحمر لعقد ندوات توعوية حول طرق الإنقاذ، بما يرفع معدل المهنية في التعامل مع الحالات التي تتطلب تدخلا إسعافيا. وفيما يتعلق بالدور النسائي في تلك الفرق التطوعية، قال علي، «بالفعل هناك مشاركة فعالة، وهناك تنسيق في وصول عدد من الفتيات المتطوعات إلى المنازل المتضررة، وخصوصا التي تحوي فقراء، لشراء مستلزماتهم الأساسية، بل إنهن يأخذن الأطفال للتسوق وشراء حاجياتهم، والترفيه عنهم، وهذه بحد ذاتها مشاركة يشكرن عليها».